التصنيفات
البحث العلمي

فيزياء – من البحث العلمي

الفيزياء لفظ اشتق من اليونانية فيزيكوس φυσικη (طبيعي)، والكلمة مشتقة من الجذر فيزيس φύσις (طبيعة). الفيزياء هو علم الطبيعة ، فبدءا من الكوارك البالغ الصغر إلى الكون العظيم الممتد ، تحاول الفيزياء صياغة قوانين رياضية تحكم هذا العالم المادي الطبيعي و سبر أغوار تركيب المادة و مكوناتها الأساسية ، و القوى الأساسية التي تتبادلها الجسيمات و الأجسام المادية ، إضافة إلى نتائج هذه القوى. أحيانا في الفيزياء الحديثة تضاف لهذه المجالات دراسة قوانين التناظر و الانحفاظ ، مثل قوانين حفظ الطاقة و الزخم و الشحنة الكهربائية.(1). و لأجل هذا يدرس الفيزيائيون مجالا واسعا من الظواهر الفيزيائية تمتد من المجالات الصغيرة المدى إلى المجالات الواسعة المدى ، و من الجسيمات تحت-ذرية التي تتكون منها جميع المادة الباريونية (فيزياء الجسيمات) إلى درساة سلوك الأجسام الفيزيائية في العالم الكلاسيكي إلى دراسة حركة النجوم في الفضاء المادي سواء ضمن السرعات العادية أو قريبا من سرعة الضوء و أخيرا دراسة الكون بمجمله.
الفيزياء هو علم الطبيعة ، تفصيلا ؛ هو فرع من العلوم والذي يهتم باستكشاف وتشخيص القوانين الكونية التي تتحكم في طبيعة المادة و الطاقة و الفراغ و الزمن . الإستكشافات في الفيزياء لها صدي كبير وتأثير بالغ في العلوم الطبيعية ، والفيزياء وصفها العلماء بأنها العلم الأساسي وذلك لأن مجالات العلوم الأخري مثل الكيمياء و علم الأحياء تقوم بتشخيص أنظمة مادية تعتمد خواصها علي قوانين الفيزياء .
الفيزياء كعلم تميزت عن الفلسفة الطبيعية مع بداية الثورة العلمية خلال القرنين السادس عشر و السابع عشر ، وظلت هكذا حتي أشرق فجر الفيزياء الحديثة مع بداية القرن العشرين . استمر المجال في التوسع بسبب مجموعة متنامية من البحوث التي أدت ألي استكشافات ثورية مثل وضع النموذج المثالي لحركة الجسيمات الرئيسية أي النواة وما حولها من الإليكترونات ، وكذلك وضع بحث لتاريخ الكون بالتفصيل ، حتي وصلت إلى الطاقة النووية و أشباه الموصلات اللتين أحدثتا ثورة عظيمة في عالم التكنولوجيا.
أما الآن في هذه البحوث تجري لإحداث تقدم في مجالات التوصيل الفائق الحوسبة الكمومية وذلك في حالة الدرجات العالية . بناءا علي الملاحظة و التجربة والنظريات العميقة بعيدة المدي فإن الفيزياء قدمت العديد من الإسهامات في مجال العلوم و التكنولوجيا و الفلسفة .
تحويل المكان المقصود==النظريات الأساسية==
رغم أن الفيزياء تتناول تشكيلة واسعة من الظواهر الفيزيائية ، فإن جميع الفيزيائيين يجب أن يكونوا علي دراية بالنظريات الأساسية ؛ الميكانيكا الكلاسيكية و الكهرومغناطيسية و ميكانيكا الكم و الديناميكا الحرارية و نظرية النسبية . كل واحدة من هذه النظريات تم اختبارها من خلال العديد من التجارب وأثبتت أهليتها كنماذج لشرح وتبيين بعض الأحوال الطبيعية . فعلي سبيل المثال ، الميكانيكا الكلاسيكية تصف بشكل صحيح ، حركة الأجسام وذلك علي مستوي الحياة اليومية ، ولكنها انهارت عندما حاولت ان تصف حركة الأجسام الذرية الدقيقة ، حيث حلت محلها نظرية ميكانيكا الكم ، وذلك لأن حركة هذه الأجسام تصل إلي سرعة الضوء حيث تتجلي أهمية التأثيرات النسبية في وصف هذه الحركة . مع أن هذه النظريات طالما كانت مفهومة جيدا ، إلا أنها كانت محطة نشطة لأبحاث كثيرة ومتعددة ، علي سبيل المثال : أحد الجوانب البارزة في الميكانيكا الكلاسيكية ، كانت نظرية الفوضى التي وضعت في القرن العشرين أي بعد ثلاث قرون من الصياغة الأصلية للميكانيكا الكلاسيكية علي يد إسحاق نيوتن (1642 – 1727). هذه النظريات تشكل محور الأساس عند دراسة المواضيع المتخصصة.

الميكانيكا الكلاسيكية
الميكانيكا الكلاسيكية هي أساس دراسة ظپظٹط²ظٹط§ط، القوى التي تؤثر علي الأجسام . غالبا ما يشار إلي الميكانيكا الكلاسيكية بإسم ميكانيكا نيوتن نسبة إلي إسحاق نيوتن الذي اكتشفها . الميكانيكا الكلاسيكية يمكن أن تنقسم إلي قسمين ؛ الإستاتيكا او علم السكون التي تدرس حالة الأجسام المادية الساكنة ، و الكينماتيكا أو علم الحركة التي تدرس الأجسام التي في حالة حركة ، وكذلك الديناميكا او علم التحريك التي تدرس حالة الأجسام الواقعة تحت تأثير قوي . الميكانيكا الإستمرارية هي فرع من فروع الميكانيكا الكلاسيكية التي تدرس الأجسام المادية المستمرة والقابلة للسقوط ، وهي نفسها تنقسم إلي قسمين ؛ ميكانيكا الموائع و ميكانيكا المواد الصلبة . ميكانيكا الموائع إنما تكون طبقا لحالة المادة موضع الدراسة سواء كانت من السوائل أو الغازات وهي تتناول مواضيع كثيرة ، مثل ؛ الهيدروستاتيكا و الهيدروديناميكا و ميكانيكا الغازات و الديناميكا الهوائية وغيرها من المجالات . الميكانيكا الكلاسيكيه تعطي نتائج دقيقة جدا وذلك ضمن مجال الحياة اليومية ، وذلك عند حساب سرعة سيارة مثلا فإنها تكون كافية . يحل محلها الميكانيكا النسبية في حالة الأنظمة التي تسير بسرعات كبيرة تكاد تقترب من سرعة الضوء . ويحل محلها ميكانيكا الكم في حالة الأنظمة الدقيقة ، و نظرية المجال الكمومي النسبي في حالة الأنظمة التي لها الخاصيتين السابقتين . ومع ذلك ، فإن الميكانيكا الكلاسيكيه ما زالت مفيدة جدا ، لأنها أسهل وأبسط بكثير من تطبيق هذه النظريات الأخرى ، ولها مجال كبير من الشرعية عند تطبيقها في مجال النظريات الأخرى . الميكانيكا الكلاسيكيه يمكن استخدامها لوصف حركة الأجسام بشريه الحجم ( مثل السيارات وكرة البيسبول ) ، والعديد من الأجسام الفلكية مثل ( الكواكب والمجرات ) ، وبعض الأجسام المجهريه مثل ( الجزيئات العضوية ). أحد المفاهيم الهامة في الميكانيكا هو مفهوم حفظ الطاقة و كمية التحرك ، الأمران اللذان جعلا لاجرانج و هاميلتون يقومان بإعادة صياغة قوانين نيوتن . النظريات مثل ميكانيكا الموائع و النظرية الحركية للغازات نتجتا عن تطبيق الميكانيكا الكلاسيكيه للأنظمة الدقيقة . و نظرية الفوضى تختص بدراسة الأنظمة التي إذا حدث بها تغييرات طفيفة ينتج عنها آثار كبيرة . قانون نيوتن للجاذبية تم صياغته ضمن الميكانيكا الكلاسيكيه موضحا قوانين كيبلر لحركة الكواكب ، وساهم في بروز الميكانيكا الكلاسيكيه كعنصر هام في الثورة العلمية .

الكهرومغناطيسية
الكهرومغناطيسية – باختصار- تصف التفاعل الذي يتم بين الجسيمات المشحونة وبين مجالات كهربية ومجالات مغناطيسية . ويمكن تقسيم الكهرومغناطيسية إلى ؛ الإليكتروستاتيكا التي تدرس الشحنات الكهربية في حالة السكون ، والإليكتروديناميكا التي تدرس التفاعل بين الشحنات المتحركة والإشعاع . النظرية الكلاسيكية للكهرومغناطيسية تعتمد علي قانون قوي لورنتز ومعادلات ماكسويل . بالنسبة لالإليكتروستاتيكا فهي دراسة الظواهر المرتبطة بالأجسام المشحونة في حالة السكون ، وهذه الأجسام بالتأكيد تبذل قوي باتجاه بعضها البعض ، كما وصفها قانون كولوم . وسلوك هذه الأجسام يمكن تحليلها ومعرفتها من خلال مفهوم أن أي جسم مشحون يكون محاطا بمجال كهربي بحيث إذا كان هناك جسم مشحون آخر يقع في مجال الجسم الأول فإنه بدوره يقع تحت تأثير قوي تتناسب مع مقدار الشحنة والقطبية التي تسبب حدوث تجاذب أو تنافر بين الجسيمات المشحونة . الإليكتروستاتيكا لها تطبيقات كثيرة ، بدءا من تحليل الظواهر مثل العواصف الرعديه إلي دراسة سلوك أنابيب الإلكترون .
الإليكتروديناميكا هو دراسة الظواهر المرتبطة بالأجسام المشحونة المتحركة . حيث أن الشحنات الكهربية المتحركة تنتج مجال كهربيا يحيط بها ، فإن الإليكتروديناميكا تختص بالآثار الناتجة عن ذلك مثل ؛ المغناطيسية و الإشعاع الكهرومغناطيسي و الحث الكهرومغناطيسي . هذه المواضيع من الإليكتروديناميكا تعرف بالإليكتروديناميكا الكلاسيكية ، وكانت قد شرحت لأول مرة بواسطة جيمس ماكسويل ، ومعادلات ماكسويل تصف ظواهر هذا المجال أي الإليكتروديناميكا الكلاسيكية بطريقة جيدة وعامة . الآن هناك تطور حديث لمجال الإليكتروديناميكا الكمومية الذي يتضمن قوانين نظرية الكم لشرح تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي علي المادة . ديراك و هايسينبيرج و باولي كانوا روادا في صياغة الإليكتروديناميكا الكمية . الإليكتروديناميكا النسبية – من جهة أخري – تفسر التصحيحات التي تجريها نظرية النسبية علي سرعة الجسيمات المشحونة عندما تقترب من سرعة الضوء . وهي تنطبق على الظواهر المتضمنة في معجلات الجسيمات ، و أنابيب الإلكترون التي تحمل فروق جهد وتيارات عالية . الكهرومغناطيسية تشمل عديد من ظواهر العالم الحقيقي التي في ذاتها تعتبر ظواهر ذات خواص كهرومغناطيسية . فعلى سبيل المثال ، الضوء عبارة عن مجال كهرومغناطيسي متذبذب الذي يُـشع من جسيمات مشحونة معجلة . مبادئ الكهرومغناطيسية تجد العديد من التطبيقات في مختلف المجالات مثل موجات الميكروويف ، والهوائيات ، والآلات الكهربائية ، والاتصالات الفضائية ، والكهرومغناطيسية الحيوية ، البلازما ، والأبحاث النووية ، والألياف البصرية ، والتداخل والتوافق الكهرومغناطيسي ، وتحويل الطاقة الكهروميكانيكية ، ومعرفة الأرصاد من خلال الرادار ، والإستشعار عن بعد .
وتشمل الأجهزة الكهرومغناطيسية : المحولات الكهربية ، والمبادلات ، وأجهزة الراديو والتلفاز ، والهاتف ، والمحركات الكهربائيه ، وخطوط الإرسال ، وموجهات الموجات ، والألياف البصرية ، وأجهزة الليزر .

الديناميكا الحرارية
الديناميكا الحرارية هي علم متخصص في دراسة آثار التغيرات في درجات الحرارة والضغط والحجم على الأنظمة الفيزيائية في نطاق رؤيتنا الشخصية ، وكذلك تدرس أيضا عملية انتقال الطاقة كحرارة بالطبع . تاريخيا ؛ علم الديناميكا الحرارية – خلال عصر المحركات – تطور نتيجة الحاجة الملحة إلى زيادة كفاءة المحركات البخارية المبكر .
نقطة الانطلاق في الملاحظات التي أدت إلي ظهور ونمو هذا العلم كانت قوانين الديناميكا الحرارية ، وهي جميع تسلم بأن الطاقة يمكن أن تتبادل بين الأنظمة الفيزيائية كحرارة أو شغل . كما إنها مسلمة أيضا بوجود كمية تسمي الأنتروبيا ، التي يمكن أن تعرف علي أي نظام . في الديناميكا الحرارية ، التفاعلات التي تتم بين المجموعات الكبيرة من الأجسام تأخذ بعين الإعتبار . وسط هذه الأمور تظهر أهمية مفهوم النظام ومفهوم الوسط المحيط ؛ النظام يتكون من مجموعة من الجسيمات التي تتحدد حالتها متوسط الحركة لهذه الجسيمات ، التي بدورها ترتبط مع بعضها البعض من خلال معادلات الحالة . هذه الخواص من خلالها يمكن تعريف الطاقة الداخلية للنظام وغيرها من المفاهيم المفيدة في تحديد الإتزان . الميكانيكا الإحصائية يمكن أن تحلل الأنظمة المرئية من خلال تطبيق المبادئ الإحصائية لمكوناتها المجهرية . وهذا بدوره يوفر إطارا لربط الخواص المجهرية للذرات والجزيئات الفردية بالخواص المرئية للمواد التي نراها في حياتنا اليومية . وذلك عن طريق فهم أعمق للمواد التي تتطرق لها الديناميكا الحرارية .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.