ناقد شمس الدين "راشد أبو العز"
تحذير : إذا كنت مقدما على الزواج .فإحترس . فربما هناك ط§ظ…ط±ط£ط© تتحرش بك !!
جلسا معا في خلوتهما الشرعية . فقد خطبها منذ شهر مضى ، وسمحوا له بلقاء إسبوعي داخل منزل الأسرة ، حيث الأم المحتفية به دوما ؛ فتقدم له مشروبا أو طبق كل بضعة دقائق ، ثم تخرج من الباب ولا تبارحه !!
لاحظ العريس المنتظر أن خطيبته تنظر في عينيه ، وكانت نظرتها أشبه بنظرة امرأة تقف في وسط حجرة من منزلها لم يعجبها ترتيب أثاثها . وإنتوت التغيير !!
سألها : تنظرين لي مثل أمي عندما تنوي أن تقلب نظام البيت رأسا على عقب !!
ضحكت العروسة المنتظرة ضحكة مكتومة جعلت نبض قلبه يتسارع . وهمست :
ـ فعلا . أنا أنوي على بضعة تغييرات !!
سألها بعد أن تناول كوبا قدمته أمها غير ناظرا للأم :
ـ هل تنوي إجراء تغييرات في هذه الحجرة ( وإنتظر برهة حتى خرجت الأم ) ، وإستطرد هامسا : … حتى يمكنا أن نجلس براحتنا أكثر ؟!
ضحكت الفتاة نفس الضحكة ، ولكنها لم تكن مكتومة بل كان لها صوت اشبه بقطعة ذهبية سقطت على أرض مرمرية ؛ فإهتز قلبه من موضعه . وقالت وهي تنظر في عينيه كما يفعل الساحر :
ـ التغيير هنا ( وأشارت بأصبعها الذي يشبه قطعة من البوغاشا غمست في القشطة إلى مكان قلبه ) !!
سألها مندهشا :
ـ هل ملابسي لا تعجبك ؟!
حركت أصبعها الذي ود إلتهامه كلما إقترب من جسده . في حركات تشبه بندول الساعة التى أوشكت على التوقف . ثم ثبتت أصبعها المثير في مكان قلبه ، وقالت :
ـ أريد قلبك النابض هذا أن يكون مكانه هنا ( وإنتقلت بإصبعها إلى مكان عقله ) ، ثم رسمت بأناملها حركات دائرية ناعمة على شعره ، فشعر كأنه مسه تيار كهربي ولكنه مخدر و لذيذ. وقال هامسا وهو يتناول طبقا لم يعرف محتوياته من أمها ؛ فلم ينظر للطبق ولا لأمها :
ـ وأين أذهب بعقلي ؟!
ضحكت بصمت ، وفي عينيها بريق غريب ، ولم تنبس بحرف. بل أومأت إلى أسفل قدميها !!
إنتهت .
ناقد شمس الدين "راشد أبو العز ".
21يونيو / حزيران 2022 .
جميع الحقوق محفوظة © 2022 – 2022