جامعة للقرن الحادي والعشرين
كانت بداية معظم جامعات العالم الكبرى عبارةً عن معاهد أو كلياتٍ تُعد الطلاب للحصول على درجة البكالوريوس. وكانت الدراسة تنتظم، في هذه الجامعات، بمعاهد وأقسام لتعليم أولئك الطلاب وتوجيههم. أما اليوم، فقد تعين على الجامعات أن تتجاوز هذا التنظيم التقليدي لتتمكن من أداء رسالتها البحثية وذلك، على سبيل المثال، من خلال إنشاء مراكز يعمل فيها مختلف أبواب التخصص والأقسام معاً؛ نظرا لأن حدود الكليات والأقسام وأبواب التخصص كثيرا ما تتداخل عند التعامل مع القضايا التي تواجه هذه المؤسسات الأكاديمية وتحرك نشاط البحث فيها.
لأن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية جامعة بحثية للدراسات العليا تسعى للتجاوب مع تطور ميدان العلوم والتعليم، فإن وحدة تنظيمها الأساس لن تكون الكليات والأقسام التقليدية، وإنما معاهد البحوث التي تجمع مختلف أبواب التخصص.
ستسهم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، لكونها جامعة تسعى في مواكبة القرن الحادي والعشرين، بسخاء في حركة البحث العلمي على مستوى العالم، وستعزز كذلك سعي المملكة في تقوية اقتصادها وتنويعه.
وسيضم كل معهد عدداً من مراكز البحوث التي يعمل في كلٍ منها باحثون عدة، ويوجه نشاطها لمعالجة مشكلات أو قضايا حقيقية، لذلك يغلب أن تكون البحوث بالتعاون مع المؤسسات الصناعية.
غرض ذلك هو المزج بين التعليم على نحو يبث الروح العملية لدى الخريجين ومتابعة التطورات الاستراتيجية في أنظمة الهندسة والتقنيات المتطورة التي يحتمل أن تؤدي إلى بزوغ أنماط صناعة جديدة كاملة أو تطوير الأنماط القائمة.
وهكذا، فإن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بصفتها جامعة تسعى في مواكبة القرن الحادي والعشرين، ستسهم بسخاء في حركة البحث العلمي على مستوى العالم، وستعزز كذلك سعي المملكة في تقوية اقتصادها وتنويعه.