غاليتي
عندما تقدمين على إزالة أول شعرة من حاجبيك .
تذكري قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "لعن الله النامصة والمتنمصة" وقولي يا إلهي.. من أنا.. حتى أشتري غضب الله وسخطه بشعرة؟ ..
هل تستحق نفسك أن تحرميها دخول الجنة بشعرة؟ هل تعرفين الجنة؟
هل تعرفين الفردوس الأعلى من الجنة ؟ هل سمعتِ بيوم المزيد؟
تعالي نتخيل معاً يوم المزيد وزيارة العزيز الحميد ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه.. كما يُرى القمر ليلة البدر؟ هل استغنيتِ عن رؤية وجهه – جلّ وعلا- ..
لا أخالكِ كذلك. يوم يقول : " يا أهل الجنة.. أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني فهذا يوم المزيد" فيجتمعون على كلمة واحدة: أن قد رضينا فارضَ عنا .. فيقول : "يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي ، هذا يوم المزيد فاسألوني" هنا أتيقن أنكِ قادرة على اتخاذ قراركِ ..
هنا فقط!! تتركين الشعرة في مكانها الذي اختاره الله لها .. صدقيني ستشعرين برضى داخلي لا مثيل له..
لن تندمي .. وسوف ترتاحين من تأنيب الضمير..
في الحديث عن ابن مسعود قال: { لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله }، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت: ( إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ) فقال: ( ومالي لا ألعن ما لعن رسول الله وهو في كتاب الله؟ ) فقالت: ( لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول! ) فقال: ( لو كنت قرأتيه لوجدتيه، أما قرأت: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُواْ [الحشر:7] )، قالت: ( بلى )، قال: ( فإنه قد نهى عنه )، قالت: ( فإني أرى أهلك يفعلونه! ) قال: ( فاذهبي فانظري ) فذهبت فنظرت فلم تر في حاجبها شيئاً، قال: ( لو كانت كذلك ما جامعتها ) [رواه البخاري ومسلم].
ففي هذا الحديث وعيد شديد لكل متنمصة أو نامصة، ألا وهو اللعنة التي هي الطرد من رحمة الله.
خطورة النمص على الصحة:
يقول الدكتور وهبة أحمد حسن:
( إن إزالة شعر ط§ظ„طظˆط§ط¬ط¨ بالوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من " مكياجات " الجلد؛ لها ثأثيرها الضار، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة.. إلى أن قال: إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الإزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه )
فانظري أي جناية تجنيها على نفسها من تقدم على هذه المخالفة.. إذ يكلفها نزع شعيرات من هنا أو هناك في وجهها.. يكلفها ذلك حرماناً من رحمة الله سبحانه.. ومن حرم الرحمة أدركه – ولابد الشقاء – وتحريم النمص هو الذي عليه العلماء.
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ( لا يجوز أخذ شعر الحاجبين، ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن النامصة والمتنمصة، وقد بيَّن أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص ) [فتاوى المرأة:167].
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ( التجميل ينقسم إلى قسمين: أحدهما ثابت دائم، مثل: الوشر والوشم، النمص.. فهو محرم بل من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله.
ولك في ما أحلَّه الله من الزينة غنية وكفاية..
تذكري أن الوجه سيبلى..
والخدود سيأكلها الدود..
والجسد كله سيفنى..
ولا يبقى لك في القبر إلا ما قدّمت من عمل صالح..
وفقك الله لما يحب ويرضى..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول