نحن نعيش حياة قصيرة، مهما امتد بنا العمر فإننا سوف نودع هذا العالم.. كل حسب ما كتب له عند علام الغيوب..! في هذه الحياة نمر بمراحل متعددة، طفولة ثم مراهقة ثم الكهولة وبعد ذلك الشيخوخة لتي نصبح فيها عالة على من نعيش معهم من أبناء أو أقارب..! الحياة الجافة صعبة جداً، خاصة على الأطفال ظˆط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ظٹظ† وحتى البالغين..! لا يعلم الآباء والأمهات مدى أهمية ط§ظ„طظ†ط§ظ† بالنسبة للأطفال والمراهقين، فكثير من الوالدين، يلتزمون نظاما صارما لتربية أبنائهم تربية جيدة «من وجهة نظرهم».. ففي الصغر يكون التدليل قليلا، خشية أن يصبح الطفل مدللاً ومن ثم يصبح مراهقا فاسدا أو غير صالح كرجل في المستقبل أو امرأة غير جديرة بأن تكون سيدة منزل وأم صالحة..! ويتناسون أن لكل مرحلة اسلوب تعامل يكون من الأفضل أن يقيم الوالدان مصلحة أبنائهم، ويتعاملون معهم وفق هذه المرحلة، وما تتطلبه حاجاته النفسية والعاطفية..!! إن الشح العاطفي الذي نبخل به على أبنائنا وبناتنا على وجه الخصوص هو أمر في غاية الصعوبة ان لم يكن فيه خطورة.. فالفتاة في مختلف مراحل عمرها بحاجة إلى الحنان الشحنات العاطفية التي تساعدها على أن تستمر بصحة نفسية جيدة، وألا تطلب هذه الجرعات من الحنان من الآخرين..!
الأمهات يخشين تدليل بناتهن خشية أن يفسر ذلك على انه تخريب لأخلاقهن.. فتجد كثيراً من الأمهات صارمة مع بناتها، تخشى عليهن الانزلاق في أعمال غير حميدة..! وهذا به جزء من الحقيقة ولكن في المقابل على الأم أن تعطي بناتها الجرعات المطلوبة من الحنان الذي نفتقده كثيرا في حياتنا الجافة..! الأم تشعر بأنه متى ما بلغت الفتاة وأصبحت ملامحها الانثوية بارزة وظاهرة للعيان، فعليها عندئذ ان تطلب منها أن تحاول ألا تلفت نظر الرجال، في هذا الخضم تبدأ المناوشات بين الفتاة ووالدتها التي تصر على تربيتها تربية تقليدية، فلا أحضان ولا قبلات بين الأم وابنتها.. الفتاة في مرحلة المراهقة بحاجة ماسة إلى العواطف اللفظية والكلام الجميل اللطيف الذي يرفع من معنوياتها ويعزز قيمتها كأنثى في المجتمع، وان علامات الأنوثة ليست عيباً يجب أن تطمسه الفتاة وتشعر بأنه عيباً لا يجب أن يظهر حتى لأقرب المقربين وحتى بين النساء والفتيات من بنات جنسها..! هناك فتيات في سن المراهقة لا يستطعن أن يسرن معتدلات الظهر مستقيمات القوام لأن ذلك يبرز صدرها والذي بدأ يكبر مع دخولها سن المراهقة وبداية أن تصبح إمرأة ناضجة.. فتجدها تسير منحنية الظهر حتى لا تظهر ملامح صدرها بصورته الحقيقة، وربما يكون هذا نتيجة تعليقات والدتها التي تريد المحافظة عليها وألا تعطيها الفرصة لكي تغتر الفتاة بجمالها وبالتالي تطلب من يبحث عن هذا الجمال وهذه الأنوثة.. وكذلك تحاول الحد من عواطف الفتاة المراهقة.. ولكن دون أن تعوض ذلك بكلام جميل وعواطف رقيقة لتجعل من فتاتها شخصية قريبة منها. كذلك فإن الفتاة في هذا السن بحاجة إلى العطف الجسدي.. إلى أن تحضنها أمها وتقبلها وتطبطب على أكتافها وتمسد على شعرها.. فهذه الحركات البسيطة تعطي الفتاة الأمان والاحساس بالعاطفة من قبل والدتها.. إن الفتاة بطبيعتها تميل إلى والدتها بطريقة معينة تطلب منها الحنان والعاطفة وتفهم حالتها النفسية التي تمر بها.. إن حنان الأم اللفظي والجسدي لا يعادله أي حنان من أي شخص آخر.. الفتاة المراهقة تمر بمرحلة صعبة، فهي ليست امرأة ناضجة وليست طفلة، إنها في مرحلة البين بين.. بين الطفولة التي تجاوزتها والنضج الذي ينتظرها.. وهي في هذه المرحلة بحاجة ماسة للحنان أن يتدفق عليها من أقرب الناس لها.. وهي الأم التي تشعر الفتاة بأن هناك الحبل السري ما زال مرتبطاً بينها وبين أمها.. ليت كثيراً من النساء يدركن أن الحنان والعاطفة نبعان لا ينضبان حينما يتدفقان على بناتهن في سن المراهقة وبداية مرحلة النضج..!
الأب وهو بحكم طبيعة مركزه العائلي وانشغاله في طلب الرزق أو السفر المتواصل لا يوجد دوماً في البيت.. لكن حب الفتاة لأبيها حب قوي.. لا يمكن وصفه إلا بأنه صمام الأمان لحياة الفتاة وتطلب منه أن يكون حنونا ورقيقا يتدفق حنانا عليها عندما يكون معها في المنزل. الأب بحكم عدم تواجده المستمر فإنه كثيرا ما يميل إلى أن يكون عاطفيا حنوناً مع بناته، وهذه خصلة غرزها الله في الآباء بالنسبة للبنات، فالأب دائما يكون مع بناته حنوناً، ويحاول أن يرضيهن بقدر ما يستطيع، وأحيانا تقف الأم بين هذا العطف والحنان من الوالد على بناته بحجة ان تدليله لهن يخربهن ويجعلهن فتيات مدللات غير صالحات في المستقبل.. وهذا خطأ، فيجب على الأب أن يقوم بدوره كأب، فالأب في حياة الفتاة له دور حالم وكبير بالنسبة للفتاة.. فهو الشخص الذي تلجأ إليه ليغدق عليها الحنان والعطف والدلال..!
إذا لم يقم الأهل بذلك فإن هناك من ينتطر الفرص لينقض على الفتيات المراهقات بمعسول الكلام.. وقد قالت لي فتيات في سن المراهقة وبعضهن قد تجاوزنها بأنهن يفتقدن الحنان والعاطفة في المنزل، لذلك فإنها تفرح عندما تجد شخصاً بسيطا حتى ولو كان بائعاً في محل وقال لها بضع كلمات جميلة فإنها تسر وأحيانا تذهب إلى السوق فقط كي تسمع كلمات حنونة من بائع.. ولكن الأمر يصبح أخطر عندما تبدأ الأمور تخرج عن نصابها وتبدأ في الاستجابة للكلام المعسول الذي يقوله شباب مهنتهم اصطياد الفتيات المحرومات من الحنان والعطف داخل أسرهن.. ليفكر كل منا كيف يتعامل مع فتاته المراهقة ويفكر جلياً في عواقب الأمور.. إنها مجرد احداث مرت عليّ في العيادة أحببت أن أنثرها على الورق للآباء والأمهات والاخوان الذين يشحون بحنانهم على بناتهم واخواتهم..!!