سلبيات متابعة الأطفال للتلفاز:
من بين الأمور السلبية العديدة التي ينطوي عليها متابعة الأطفال لبرامج التلفزيون، وخاصة الرسوم المتحركة:
التلقي لا المشاركة:
ذلك أن التلفاز يجعل الطفل "يفضل مشاهدة الأحداث والأعمال على المشاركة فيها.
إعاقة النمو المعرفي الطبيعي:
ذلك أن المعرفة الطبيعية هي أن يتحرك طالب المعرفة مستخدماً حواسه كلها أو جلها، ويختار ويبحث ويجرب ويتعلم "قل سيروا في الأرض فانظروا… "، لكن التلفاز ـ في غالبه ـ يقدم المعرفة دون اختيار ولا حركة.
الإضرار بالصحة:
فمن المعلوم أن الجلوس لأوقات طويلة واستدامة النظر لشاشة التلفاز لها أضرارها على جهاز الدوران والعينين.
تقليص درجة التفاعل بين أفراد الأسرة: حيث إن أفراد الأسرة كثيراً ما ينغمسون في برامج التلفزيون المخصصة للتسلية لدرجة أنهم يتوقفون حتى عن التخاطب معاً.
تقديم مفاهيم عقدية وفكرية مخالفة للإسلام:
إن كون الرسوم المتحركة موجهة للأطفال لم يمنع دعاة الباطل أن يستخدموها في بث أفكارهم.
العنف والجريمة:
إن من أكثر الموضوعات تناولاً في الرسوم المتحركة الموضوعات المتعلقة بالعنف والجريمة، ذلك أنها توفر عنصري الإثارة والتشويق الذَيْن يضمنا نجاح الرسوم المتحركة في سوق التوزيع.
إشباع الشعور الباطن للطفل بمفاهيم الثقافة الغربية: إن الطفل عندما يشاهد الرسوم المتحركة التي هي ـ في غالبها ـ من إنتاج الحضارة الغربية، لا يشاهد عرضاً مسلياً يضحكه ويفرحه فحسب، بل يشاهد عرضاً ينقل له نسقاً ثقافياً متكاملاً، حيث إن الرسوم المتحركة المنتجة في الغرب مهما بدت بريئة ولا تخالف الإسلام، إلا أنها لا تخلو من تحيز للثقافة الغربية.
الانطواء على الذات:
حيث تصبح متابعة البرامج التلفزيونية وأفلام الكرتون، شكلاً اجتماعياً مقدماً على التعامل مع المحيط الخارجي من أصدقاء وإخوة، ما ينمي الانطواء، خاصة مع ما يرافق غضب الأطفال من أهلهم أو إخوانهم بحال حاولوا تغييّر المحطة التي يتابعونها؟
الوقت الطويل الذي يستهلكه البعض في مشاهدة التلفاز، ما يعني تآكل الوقت المخصص للدراسة أو النوم، وما قد يرافق الشغف من تأخير للصلاة ونحوها.
التمثل والقدوة:
حيث يصبح أبطال الكرتون الخياليون والبعيدون كل البعد عن نماذج التراث الإسلامي، هم القدوة الأولى للأطفال والنشء، ما يبعدهم عن أي نموذج حسن من نماذج سير الأمة.
كيف نقدم وسائل إعلام آمنة لأطفالنا:
حول أفضل السبل لتلافي سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة (أفلام الكرتون) من قبل الأطفال، يقول الشيخ نزار محمد عثمان: " إنه يجب الاهتمام بالآتي:
تعميق التربية الإسلامية في نفوس الأطفال: فالحق أبلج والباطل لجلج، ومتى وجد الطفل الفكرة الصحيحة وقعت في نفسه موقعاً طيباً، ذلك أنه وُلد على الفطرة، والإسلام هو دين الفطرة والأفكار المنحرفة لا تسود إلا في غياب الفكرة الصحيحة، فإذا جرى تقديم منظور إسلامي عن طريق تثقيف الأطفال وتعليمهم عن القيم الإسلامية ودستور الحياة الإسلامي، فإنهم سيكتسبون موقفاً مبنياً على تقييمٍ ناقد لوسائل الإعلام من وجهة نظر إسلامية، ويمكن تقديم هذا النوع من التربية ذات التوجه الإسلامي في الأسرة والمدرسة وكذلك في المرافق الموجودة في المجتمع"
تقليل مدة مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة: إن مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة ـ وللتلفاز عموماً ـ ينبغي ألا يتجاوز متوسطها ساعات أسبوعياً، هذه المدة المتوسطة تعلم الطفل كيف يختار بين البدائل الموجودة، وتعلمه الاتزان والتخطيط وكيفية الاستفادة من الأوقات. كما أنها ـ إذا أُحسن الاختيار ـ تدفع عنه سلبيات التلفاز والرسوم المتحركة المذكورة آنفاً.
إيجاد البدائل التي تعمق الثقافة الإسلامية:
وذلك بدعم شركات إنتاج الرسوم المتحركة التي تخدم الثقافة الإسلامية وتراعي مقومات تربيتها، ولا تصادم غزائز الطفل بل توجهها وجهتها الصحيحة.
وتقول الأستاذة منى يونس، حول أفضل الطرق لمعالجة إدمان الأطفال للتلفاز:
"هناك عدة أمور لابد من مراعاتها مع طفلك، وقد استفدتها من خبرتي في التعامل مع هذا الوضع.
فأولاً- لابد من الهدوء في التعامل مع هذه المشكلة.
ثانيًا- إدراك القاعدة القديمة القائلة: "كل ممنوع مرغوب".. فما قمت به أنا كان كالتالي:
– تحديد وتقليل ساعات الفرجة على المسلسل.
-محاولة إيجاد بدائل كشرائط فيديو أو الوعد بالتنزه في الأوقات التي يعرض فيها المسلسل، في نفس الوقت أخذت أكلمهم عن أضرار الإدمان (الإدمان كفكرة)".
ويضيف الأستاذ أحمد حسن محمد أفكاراً أخرى، منها:
"توفير الحصانة للمجتمع ضد الإعلام الوافد والموجّه لإفساد عقائد الأمة وسلوكها وذلك عن طريق ما يلي:
أ- تقوية المرجعية الإيمانية وربط الناس بعقائدهم وقياداتهم العلمية والفكرية وتجميع الناس على الأعمال الصالحة.
ب- تنمية الوعي الإعلامي خاصة والثقافي عامة، وتبصير المجتمع بأهداف الرسائل الإعلامية المغرضة، مع استحداث بدائل أفضل منها إعداداً وإنتاجاً وأداءً.
ج- السعي لتنمية وتقوية أجهزة الإعلام البشرية والتقنية الفنية، بما يساعد على مواجهة الخطر الذي يهدد الأمة من خلال الوسائل والأجهزة المعادية لها.
وتشير مصادر إلى أفكار أخرى يمكن الاستفادة منها، كتوجيه الأطفال إلى أنشطة أخرى مفيدة، أو تقديم البدائل العربية، تشجيع محاولات الرسوم المتحركة العربية بالفكر والمال، تشجيع الأبناء على الإبداع وغيرها.