في الشهر السابع من حملها ذهبت إلى المستشفى كعادتها في موعد روتيني وكانت تحمل كما هائلا من الآمال والأحلام بإنجاب طفلة جميلة و خيالاتها كثيرة ومتعلقة بالمستقبل القريب فمن ستشبه هذه الطفلة التي تحلم بها ، كيف سيكون شكلها تصورات وتوقعات وهي تعلم تدرك أن جنس المولود لا يعلمه إلا الله كانت طوال الأشهر السابقة تذهب للموعد بشكل عادي كل شيء على ما يرام ، الكشف عن الضغط والحرارة و أحيانا السكر وختام الأشعة صوتية لعدة دقائق ومن بعد ورقة صغيرة لتحديد الموعد القادم ، وفي هذه المرة كا لمعتاد تناولت رقمها وانتظرت دورها في حجرة الانتظار وقت قصير ويحين دورها لقياس الضغط والحرارة والوزن عادت لحجرة الانتظار وبعد قليل نادتها الممرضة للأشعة الصوتية.
وذهبت وهي تأمل بالعودة إلى منزلها سريعا ,أعدتها الممرضة و من ثم لاستدعاء الطبيبة من الحجرة المحاورة حضرت الطبيبة و بدأت بعملها كانت صامتة خلال العمل طوال الوقت وبين الحين والآخر تعبث ببعض الأزرار كانت تنظر إليها تريد منها تعليقا بسيطا كعادتها في كل مرة , هبت الطبيبة من مكانها , ونظرت إليها وقالت بكل بساطة وعفوية , أتعرفين الطفل المغولي؟ أجابتها بصوت مرتجف , نعم ، اردفت الطبيبة وبغلظة ، إنك تحملين طفلة مغولية.
تسمرت في مكانها وعقدت الدهشة لسانها ، وحاولت الرد ولم تستطيع، جاهدت نفسها لتناقش ،ولكن خارت قواها على السرير الأشعة ، الطبيبة غادرت وكأن شيء لم يكن الممرضة استشعرت الموقف وراقبتها بعطف اقتربت منها على وأصابعها على شاشة الأشعة ، تريد ان تشرح لها ، نظرت إلى موطن أصابعها بذهول كانت ترى خطوطا كثيرة لا تفهم معناها ، وبدون شعور منها كانت يدها اليمنى تتحسس بطنها ، وتسأل نفسها عن المخلوقة الغريبة التي تسكن أحشائها بدأ واضحا عليها أنها في تلك ألحظات تعيش عالم آخر، سبعة أشهر وهي تتردد على هذا المستشفى ، لم يكن هناك بادرة أو حتى تلميح بوضع غير طبيعي ، و اليوم على حين غرة تنفجر قنبلة موقوتة أمام آمالها و أحلامها لم تعرف كيف تتصرف حيال هذا الوضع ،ولم تدرك طبيعة مشاعر المتضاربة بقيت صامتة مدهوشة وكأنها في حلم مخيف .
مجموعة من الممرضات داهمن صمتها وكرسي متحرك أوحي لها ببقاء أيام في المستشفى ، لم تستفهم وفكرها المثخن قد لها أعياه الخبر ثلاثة أيام في غرفة مليئة بالأجهزة ،ومداهمات فجائية لممرضات القسم ، وفي اليوم الرابع تباغتها الطبيبة بعملية ، فطفلة متعبة وبقاءها على هذا الوضع خطر على حياتها ، فوافقت على كل شيء واستسلمت للواقع الجديد،ومر وقت عصيب استيقظت بعدة على صوت والدتها وشقيقاتها تلتفت بصعوبة يمينا ويسارا ولم ترى شيئا تبحث عن الوافدة الغريبة لم تجد شيئا وبالتدريج تجرعت بألم كما جديدا من الأخبار المؤلمة طفلة منغولية وبتشوهات فب القلب والأمعاء ،لزمت الصمت مجددا انتشر خبر ولادتها بين أقاربها الجميع يهنئونها بالسلامة ولكن الجميع قد تعمدوا عدم الحديث عن الطفلة كانت تجد غصة في حلقها ، وتتألم من نظرات الشفقة التي كان الجميع يرمقها بها ، وأكثر ما بألمها عندما تطلب منها الممرضات السير في مسارات قسم الولادة فترى النساء من حولها يرعين مواليدهن وهي تفتقد لذلك ، ومرت الأيام ولم تطلب رؤية الصغيرة ولم تحرص على السؤال عنها وقد تم اختيار اسم لها ن وعندما حضرت الطبيبة أخبرتها بإمكانها زيارتها قبل مغادرتها للمستشفى ولكن في مكنونها النفسي تتمنى أن لا تراها وأن لا تذهب بها للبيت لأنها ليست متهيئة لذالك، وعندما ذهبت لقسم الأطفال الخدج نظرت إليها وهي تلفها الأجهزة حول جسدها الهزيل و معالمها التي لم تتضح بعد لم تشعر بشيء حيالها وتركتها بدون تعبير حتى.
وعندما ذهبت للبيت كانت صامتة مصدومة لا تتحدث لأحد فكانت دائمة التفكير و الحزن سائد في عينيها وبعد إتمام ابنتها أربعين يوما في المستشفى حان موعد عودتها بعد تماثلها لشفاء ذهبت الأم وهي رافضة بشدة ذهابها إلى المستشفى وأخذ الطفلة إلى البيت ولكن عندما وصلت رمت الطفلة بيد الخادمة وذهبت إلى حجرة النوم تبكي بغزارة و صراخ وعويل لا تجد له تفسير وكانت الخادمة تطرق الباب من حين لآخر تسأل كيف عنايتها بطفلة، ثم بعد مرور الأيام شعرت بحزن شديد اتجاه الطفلة المهملة لا عناية ولا رعاية ولكن لا تستطيع النظر إليها ولا ضمها بحب، لاحظ الطبيب المعالج أنها لا تأتي في مواعيد مراجعة ابنتها وتكون الخادمة تحل محلها فا اتصل بأم لديها نفس حالتها ابنتها تراجع في نفس عيادته لتتفاهم معها وتقنعها بأن الطفل المغولي طفل مثل الطفل العادي يحتاج لمسة حنان وحب ورحمة وعندما حضرت والتقت بالفتاة، وجدت فتاة جميلة مرتبه تبلغ سبع سنين مؤدبه مبتسمة أسمها لمياء شعرت بالأسى على ابنتها فذهبت للبيت ضمت ابنتها إلى صدرها وألقمتها ثديها والدمع ينهمر من عينيها أسفا واعتذار لطفلة التي أهملتها ورمتها بيد الخادمة التي احتارت كيف تعتني بها.
على اثر ذلك كبرت الفتاة مع أسرتها من أجمل ما تكون الحياة والحب والحنان والرعاية التي يلتمسها إي طفل في سنها وعاشت مع أمها التي أصبحت لا تعيش من غيرها.
وهكذا انتهت القصة.
لكن أريد منكم وضع عنوان ….. لها الكل على ما يبوح له قلبه وأرجو التفاعل فهاذي أول مشاركه لي ….وشكرا.