كيف ط§طھطط§ظˆط± مع ط²ظˆط¬ظٹ فن ط§ظ„طظˆط§ط± مع ط§ظ„ط²ظˆط§ط¬ ط§ظپظƒط§ط± ظ„ظ„ظ†ظ‚ط§ط´ مع الزوج
بين السمع والاستماع، ثمة مسافة تساوي تلك التي تفصل بني اللاإرادة والإرادة. وسواء كانت تلك المسافة عبارة عن خطوة أو ألف ميل، فإن اجتيازها يعد ضرورةً قصوى من ضرورات التواصل، بل من ضرورات الاحترام تجاه الآخر. البروفيسور جون غروهول باحث معروف متخصص في علم النفس وله دراسات في العلاقات الإنسانية، وصاحب سلسلة مقالات عن أسرار النجاح والإخفاق في العلاقة الزوجية، كتب مقالاً مهماً في هذا السياق بعنوان "لماذا لا يستمع/ تستمع؟". وهو يعرض وجهة نظره المبنية على تجارب حقيقية ودراسات علمية حول الفارق الجوهري بين أن نسمع ما يقوله الآخرون، وبين أن نستمع أو نصغي لما يقولون. فيما يلي ترجمة للمقال مع بعض التحوير لضرورات المقام: * آفة الصمم! كثيراً ما واجهتني في حياتي المهنية مواقف لأزواج يشتكون من نقطة واحدة "زوجي لا سيتمع/ زوجتي لا تستمع"، فهل هذا ناجم عن انتشار آفة الصمم بين الأزواج؟ بالطبع لا فالمشكلة لا تكمن في حاسة السمع، وإنما في ما هو أبعد من ذلك. يأتي الرجل إليّ ويجلس على الكرسي شاكياً من أنه لا يستطيع إيصال فكرة في خضم الحوار الزوجي العاصف، لأن زوجته، ببساطة، لا تتوقف عن مقاطعته. وحتى إن لم تفعل، فإنها في الواقع لا تمضي وقتها في الاستماع، وإنما في التحضير لمرافعتها التالية التي عادة ما لا تكون مبنيةً على حجة الطرف الآخر، بقدر ما هي مبنية على "المونولوج" الداخلي الذي يدور في ذهنها أثناء الحوار. هل قلت حواراً؟ آسف لذلك، فما أشير إليه لا ينطبق عليه وصف حوار. يمكنك أن تسميه ما تشاء إلا أن يكون حواراً! بدأت كلامي مدافعاً عن الرجل، ولكني لا أقصد ذلك، فما ينطبق على آدم، ينسحب في الواقع على حواء، وربما بالمقدار نفسه نسبياً. المهم أن هذه الثغرة، أو النقطة العمياء في الحوار الزوجي هي المسؤولة عن الكثير من فرص التفاهم الضائعة. وهي المسؤولة بالتالي عن قسم كبير من المشكلات التي يعانيها الأزواج في عالم اليوم، حيث يكثر السامعون، ويقل المستمعون، وحيث يكثر من يدّعون الحوار، ويقل المتحاورون الحقيقيون. هناك شيء من شخصيتي في ذلك! إن مهارة الاستماع ليست أمراً طبيعياً ولا غريزياً، وهي لا تأتي عفو الخاطر. كما أننا ننشأ في هذه الحياة وقد تعلمنا التواصل مع الآخرين بوسائل مختلفة وبطرق متفاوتة. وهذا الاختلاف إنما ينشأ عن عوامل عديدة يأتي العامل الوراثي في مقدمتها. ومن تلك العوامل أيضاً عامل "الجندر" أي الاختلافات بين الجنسين، وهو عامل مهم للغاية، لكنه يوصف بالعامل "السهل"، إذ من اليسير الاعتماد عليه لإطلاق التعميمات من قبيل: "إنها تقضي جلَّ وقتها في الثرثرة على الهاتف، ولكنها لا تحسن الحديث معي لبضع دقائق"، أو "إنه يفضل التفرج على المباريات ونشرات الأخبار على الحديث معي"، أو "إن لديه الاستعداد لقضاء الكثير من وقته مع أصدقائه، أما معي فهو مقتصد وبخيل". وسواء أكانت تلك المزاعم صحيحة أم مبالغاً فيهان فنحن ننظر إليها وإلى أمثالها، ثم نقول في قرارة أنفسنا "بالفعل، هنالك شيء من شخصيتي في ذلك". وهذا طبيعي؛ فالعديد من الرجال يفضلون قضاء الوقت مع أصدقائهم على الخروج للعشاء مع زوجاتهم، وهنالك نساء يفضلن الثرثرة مع صديقاتهن على الحديث لنصف ساعة مع أزواجهن. ولهذا السبب يفضل الكوميديون استخدام المواقف "الجندرية" لاستدرار ضحك المتفرجين، فالناس عموماً يفهمون الإيحاءات في هذا السياق، لأنها عامة ومنتشرة. وإن كانت تلك التعميمات سهلة في الواقع، فإليكم تعميماً أكثر سهولة وأكثر استناداً إلى الحقائق العلمية: إن الرجال والنساء يتواصلون بطريقتين مختلفتين، لأن كلاً منهم نشأ على أسلوب مختلف في التواصل. ومن لا يصدّق ذلك، فليقرأ الكتاب الشهير في هذا السياق "الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة". وإذا حدث أن قرأت ذلك الكتاب، فستكتشف الحقيقة الصارخة التي تقول: المسألة ليست في كونه/ كونها لا يستمع/ لا تستمع، وإنما الحقيقة هي في أننا نتواصل مع بعضنا بعضاً بوسائل وأساليب غير ملائمة! إننا نتواصل بالأساليب الخاطئة.