ذكاء الزوجة ومهاراتها السلوكية يجنبانها العنف الواقع عليها من زوجها
عمان –لبنى الرواشدة "لما غيرت أسلوبي وبطلت استفزه خفّت إهاناته لي"، بهذه الكلمات تعلق الشابة الثلاثينية، التي فضلت عدم ذكر اسمها، على تحسن علاقتها نسبيا بزوجها الذي كان يمارس عليها سائر أشكال العنف من ضرب وألفاظ بشعة ومعاملة قاسية.
وتتابع أنها كانت تعتبر نفسها من النساء البائسات في هذه الحياة بسبب ارتباطها بزوج كانت تصفه بـ "الهمجي والجاهل"، إلى أن اكتشفت أنها كانت تساهم في التسبب لنفسها بالإهانة والضرب الذي كان يؤدي إلى تردي الصحة النفسية للأطفال ويوتر العلاقة مع زوجها وأسرتها مع تأكيدها بذات الوقت على طباع زوجها الصعبة التي لم تكن لتحتملها لولا قسوة ظروفها.
وتمضي قائلة إنها تعترف بأنها إنسانة عصبية ومستفزة "كنت أجاوب على الكلمة بعشرة وعندما يهين أهلي بلحظة غضب كنت أرد بنفس الطريقة".
وتبين أنها قررت أن تحاول تغيير طريقة تعاملها مع زوجها من خلال احتواء غضبه وعدم استفزازه.
وتبين أنها وصلت لهذا القرار بعد أن تأكدت أنه ليس لها أي خيار فلا مجال لطلب الطلاق والعودة لمنزل ذويها بسبب عدم قبول أسرتها للأطفال وعدم استغنائها عن نفقة زوجها على المنزل لأنها غير عاملة.
وخلف الأبواب الموصدة الكثير من القصص لزوجات يعانين من العنف الواقع عليهن من أزواجهن مع انعدام الفرصة أمامهن في التخلص من هذه الحال بسبب العادات والتقاليد وإعالة الزوج للأسرة ليجدن أنفسهن مجبرات على احتمال الأمر مع البحث على حلول واقعية للتكيف والاستمرار.
وتهتم الباحثة الدكتورة ميرفت عبد الرحيم بموضوع تنمية مهارات الزوجات المعنفات في سبيل مواجهة العنف بذكاء وحكمة في حال لم تكن هناك أي فرصة أو خيار للانفصال.
وناقشت عبد الرحيم في رسالة الدكتوراه، التي حازتها، قضايا الزوجة المغلوبة على أمرها والتي تجبرها على الاستمرار في الحياة الزوجية لأنها لا تملك خيار الطلاق أو الخلع لصعوبة الحصول عليهما أو لما يترتب عليهما من آثار سلبية.
كما تعرضت للمهارات التي يمكن أن تكتسبها الزوجة لمساعدتها على درء الأذى عن نفسها كونها غالبا لا تستطيع الدفاع عن نفسها.
وتبين عبد الرحيم أن الزوجة أحيانا تستدرج زوجها ليعنفها دون أن تقصد ذلك إذ اثبتت الدراسات أن العدوان احتل مراتب متقدمة لدى النساء المعنفات في مواجهة العنف الواقع عليهن بينما احتل الضغط وحل المشكلات المراتب الأخيرة لدى الزوجات المعنفات مما يعني نقصا واضحا في استخدامهن لهذه الأساليب في التعامل مع العنف الواقع عليهن.
"لذا كان على الزوجة أن تستخدم المهارات المناسبة للتعامل مع العنف الواقع عليها من قبل زوجها".
وأظهرت نتائج عدة دراسات واحصاءات أجريت في الأردن أن الزوجة هي الأكثر تعرضا للعنف بأشكاله كافة من قبل الزوج وهذه الإحصاءات هي بمثابة مؤشرات ولا تمثل الأرقام الدقيقة، بحسب عبد الرحيم التي تؤكد أن الظاهرة حساسة جدا وتحاط بالسرية داخل الأسرة.
وفي الأردن أكدت الدراسات على ارتفاع نسبة العنف ضد الزوجات من ربات البيوت غير العاملات فالزوجة تعتمد اقتصاديا على زوجها وغالبا ليست لها موارد اقتصادية واجتماعية لتعتمد على نفسها.
وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية تبين أنه في 48 دراسة مسحية من شتى انحاء العالم أثبتت أن 10 – 69 % من النساء قد أبلغن عن الاعتداء عليهن بدنيا من قبل قرنائهن الذكور وثيقي الصلة بهن في بعض المراحل من حياتهن.
وتقوم دراسة عبد الرحيم على التأكيد على توجيه الاهتمام لواقع أن صفات الزوجة الضحية هي جزء لا يتجزأ من النظام الأسري وأنها دون شك تؤثر في شكل واتجاه وشدة السلوك العدواني والعنف الواقع عليها "تستخدم الزوجات في تعاملهن مع العنف استراتيجيات سلبية".
ولتعديل الاسترتيجيات السلبية؛ توضح عبد الرحيم أن تنمية الاستراتيجيات في مواجهة العنف تتم من خلال تقديم برامج إرشادية جمعية للزوجات المعنفات إذ تعتبر جلسات الإرشاد الجمعي للزوجات المعنفات فرصة للحصول على الدعم الاجتماعي من المجموعة ولتبادل الخبرات خاصة فيما يتعلق بأساليب التكيف التي تستخدمها المشاركات في مواجهة العنف.
وتتفق المتخصصة في دراسات المرأة في الجامعة الأردنية الدكتورة أمل خاروف مع عبد الرحيم في أهمية تمتع الزوجة، التي تتعرض للعنف ولا تملك قرار الانفصال، بمهارات معينة من شأنها تخفيف العنف عليها.
وتشيد في هذا الإطار بالحكمة التي كانت تتمتع بها الأمهات والجدات قديما "لم يكن خانعات ولكنهن يتمتعن بمقادير عالية من الإحساس بالمسؤولية تجاه البيت والأطفال والمحافظة على سلامتهم النفسية".
وتفسر ذلك قائلة ان الاحتمال واستيعاب الموقف والعمل على عدم استفزاز الزوج العصبي كلها عوامل من الممكن أن تؤدي الى تخفيف العنف عن الزوجة مع تجفيف كل منابع المشاكل وتجنبها.
وتنصح في هذا المقام أن تحاول الزوجة التفكير قبل نطق أي كلمة مع محاولة تناسي ما تسمع وتجاهله والعمل على إبعاد الأطفال عن الأجواء المشحونة "إذا كان الزوج غير مسؤول لابد أن تكون هي حكيمة وعاقلة".
وتتابع "ان الزوجة إذا غيرت طريقة تفكيرها يمكن أن تتغير حياتها".
عمان –لبنى الرواشدة "لما غيرت أسلوبي وبطلت استفزه خفّت إهاناته لي"، بهذه الكلمات تعلق الشابة الثلاثينية، التي فضلت عدم ذكر اسمها، على تحسن علاقتها نسبيا بزوجها الذي كان يمارس عليها سائر أشكال العنف من ضرب وألفاظ بشعة ومعاملة قاسية.
وتتابع أنها كانت تعتبر نفسها من النساء البائسات في هذه الحياة بسبب ارتباطها بزوج كانت تصفه بـ "الهمجي والجاهل"، إلى أن اكتشفت أنها كانت تساهم في التسبب لنفسها بالإهانة والضرب الذي كان يؤدي إلى تردي الصحة النفسية للأطفال ويوتر العلاقة مع زوجها وأسرتها مع تأكيدها بذات الوقت على طباع زوجها الصعبة التي لم تكن لتحتملها لولا قسوة ظروفها.
وتمضي قائلة إنها تعترف بأنها إنسانة عصبية ومستفزة "كنت أجاوب على الكلمة بعشرة وعندما يهين أهلي بلحظة غضب كنت أرد بنفس الطريقة".
وتبين أنها قررت أن تحاول تغيير طريقة تعاملها مع زوجها من خلال احتواء غضبه وعدم استفزازه.
وتبين أنها وصلت لهذا القرار بعد أن تأكدت أنه ليس لها أي خيار فلا مجال لطلب الطلاق والعودة لمنزل ذويها بسبب عدم قبول أسرتها للأطفال وعدم استغنائها عن نفقة زوجها على المنزل لأنها غير عاملة.
وخلف الأبواب الموصدة الكثير من القصص لزوجات يعانين من العنف الواقع عليهن من أزواجهن مع انعدام الفرصة أمامهن في التخلص من هذه الحال بسبب العادات والتقاليد وإعالة الزوج للأسرة ليجدن أنفسهن مجبرات على احتمال الأمر مع البحث على حلول واقعية للتكيف والاستمرار.
وتهتم الباحثة الدكتورة ميرفت عبد الرحيم بموضوع تنمية مهارات الزوجات المعنفات في سبيل مواجهة العنف بذكاء وحكمة في حال لم تكن هناك أي فرصة أو خيار للانفصال.
وناقشت عبد الرحيم في رسالة الدكتوراه، التي حازتها، قضايا الزوجة المغلوبة على أمرها والتي تجبرها على الاستمرار في الحياة الزوجية لأنها لا تملك خيار الطلاق أو الخلع لصعوبة الحصول عليهما أو لما يترتب عليهما من آثار سلبية.
كما تعرضت للمهارات التي يمكن أن تكتسبها الزوجة لمساعدتها على درء الأذى عن نفسها كونها غالبا لا تستطيع الدفاع عن نفسها.
وتبين عبد الرحيم أن الزوجة أحيانا تستدرج زوجها ليعنفها دون أن تقصد ذلك إذ اثبتت الدراسات أن العدوان احتل مراتب متقدمة لدى النساء المعنفات في مواجهة العنف الواقع عليهن بينما احتل الضغط وحل المشكلات المراتب الأخيرة لدى الزوجات المعنفات مما يعني نقصا واضحا في استخدامهن لهذه الأساليب في التعامل مع العنف الواقع عليهن.
"لذا كان على الزوجة أن تستخدم المهارات المناسبة للتعامل مع العنف الواقع عليها من قبل زوجها".
وأظهرت نتائج عدة دراسات واحصاءات أجريت في الأردن أن الزوجة هي الأكثر تعرضا للعنف بأشكاله كافة من قبل الزوج وهذه الإحصاءات هي بمثابة مؤشرات ولا تمثل الأرقام الدقيقة، بحسب عبد الرحيم التي تؤكد أن الظاهرة حساسة جدا وتحاط بالسرية داخل الأسرة.
وفي الأردن أكدت الدراسات على ارتفاع نسبة العنف ضد الزوجات من ربات البيوت غير العاملات فالزوجة تعتمد اقتصاديا على زوجها وغالبا ليست لها موارد اقتصادية واجتماعية لتعتمد على نفسها.
وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية تبين أنه في 48 دراسة مسحية من شتى انحاء العالم أثبتت أن 10 – 69 % من النساء قد أبلغن عن الاعتداء عليهن بدنيا من قبل قرنائهن الذكور وثيقي الصلة بهن في بعض المراحل من حياتهن.
وتقوم دراسة عبد الرحيم على التأكيد على توجيه الاهتمام لواقع أن صفات الزوجة الضحية هي جزء لا يتجزأ من النظام الأسري وأنها دون شك تؤثر في شكل واتجاه وشدة السلوك العدواني والعنف الواقع عليها "تستخدم الزوجات في تعاملهن مع العنف استراتيجيات سلبية".
ولتعديل الاسترتيجيات السلبية؛ توضح عبد الرحيم أن تنمية الاستراتيجيات في مواجهة العنف تتم من خلال تقديم برامج إرشادية جمعية للزوجات المعنفات إذ تعتبر جلسات الإرشاد الجمعي للزوجات المعنفات فرصة للحصول على الدعم الاجتماعي من المجموعة ولتبادل الخبرات خاصة فيما يتعلق بأساليب التكيف التي تستخدمها المشاركات في مواجهة العنف.
وتتفق المتخصصة في دراسات المرأة في الجامعة الأردنية الدكتورة أمل خاروف مع عبد الرحيم في أهمية تمتع الزوجة، التي تتعرض للعنف ولا تملك قرار الانفصال، بمهارات معينة من شأنها تخفيف العنف عليها.
وتشيد في هذا الإطار بالحكمة التي كانت تتمتع بها الأمهات والجدات قديما "لم يكن خانعات ولكنهن يتمتعن بمقادير عالية من الإحساس بالمسؤولية تجاه البيت والأطفال والمحافظة على سلامتهم النفسية".
وتفسر ذلك قائلة ان الاحتمال واستيعاب الموقف والعمل على عدم استفزاز الزوج العصبي كلها عوامل من الممكن أن تؤدي الى تخفيف العنف عن الزوجة مع تجفيف كل منابع المشاكل وتجنبها.
وتنصح في هذا المقام أن تحاول الزوجة التفكير قبل نطق أي كلمة مع محاولة تناسي ما تسمع وتجاهله والعمل على إبعاد الأطفال عن الأجواء المشحونة "إذا كان الزوج غير مسؤول لابد أن تكون هي حكيمة وعاقلة".
وتتابع "ان الزوجة إذا غيرت طريقة تفكيرها يمكن أن تتغير حياتها".