كيف ط§ظƒظˆظ† ظ…ظ…طھظ†ظ‡ ظ„ط§طط¯ ولي شان ظƒط¨ظٹط± عن صديقاتي
بقلم: فريدة عبد الرافع
كتير كنت بخاف القطر يفوتني حتى لو مش هركبه، الفكرة في حد ذاتها مخيفة، زي إحساس إنك اتنسيت أو اختفيت من الصورة.
كنت بشوف القطر في الحلم دايمًا، إني الراكب الوحيد في العربة الأخيرة بالليل، الدنيا ضلمة والنور الوحيد في القطر هو نور شاشة موبايلي، بيقف القطر في محطة مهجورة وبنزل عند مفارق طرق، وبصحى من الحلم ألبس وأنزل عشان ألحق القطر وأنا خايفة إن الحلم يتكرر وألاقي نفسي عند مفارق الطريق.
بس الحلم كان فيه حاجة مُريحة ومُخيفة في نفس الوقت، الوحدة، الوحدة اللي بتخليك مش مستني حاجة من حد، ولا بتجري ورا حد، ومركّز بس مع نفسك، هي نفسها اللي بتوجعك لما تتعب ومحدش يسأل عنك أو تُقع ومحدش يسندك، بس بتحميك من الوجع من جرح القلب، من غدر الصحاب، الوحدة أول صاحب أنا عرفته وأخلص صاحب، اللي دايمًا كان بيضرب جرس إنذار “متآمنش لحد.. متصدقش حد”، واللي كنت كتير بتجاهله لما أشوف لمة الناس وأنا لوحدي.
الوحدة عرفتني على شوية جدعان، على الكتب والنسكافيه، صرصور الليل، وليل الشتا، إني أشوف كويس وأسمع كويس وأحس بالناس أكتر، إني أقدّر الحاجات اللي مش معايا وأقدر أكتر الحاجات اللي عندي، وإن صحيح فيه حاجات كتير محستهاش، زي مثلاً إني أتحب، أو أسمع كلمة حلوة، أو حد يهتم بتفصيل صغير من تفاصيلي.
رغم افتقادي للحاجات دي بس حاسة بالأمان لأني في العالم بتاعي اللي مفيهوش زيف أو غدر، مفيهوش حب ولا وجع، كل محطاته انتظار وكله قطاراته مبتتحركش، مليان قهوة وكتب وروايح قديمة، عالم بيرتعش في برد الشتا وبيشتاق للصُحبة واللمة، بس على الأقل بيفضل موجود عشاني وبيحميني، هو نفسه العالم اللي بتمرد عليه كتير وبتنازل عنه أحيانًا، بس برجع تاني أرتمي فيه وأستخبى جواه بالأيام والشهور.
وأرجع أبص من الشباك الضيق اللي فيه على العالم اللي برة، خايفة حد يشوفني وخايفة ميشوفنيش وأموت لوحدي، أنا فعلاً خايفة زي كل الناس إني أموت لوحدي، بس كمان خايفة إني أعيش مجروحة، يمكن الخيار صعب ويمكن يبان مش منطقي بس أنا اخترت إني أفضل لوحدي.
المصدر ايف ارابيا