التصنيفات
الواحة العلمية و ملتقى المعلمات

مقال اجتماعي لا يقل عن صفحه ونصف و صفحتين – في التعليم

مقال ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹ لا يقل عن طµظپط­ظ‡ ظˆظ†طµظپ و صفحتين

حين نتأمل عصرنا الحالي وما تمر به حياتنا اليومية من أحداث نستشعر بأن السمة الواضحة لعصرنا الحالي هي العنف وتتجسد صور العنف والعدوان في العديد من المظاهر والتي تطلعنا عليها الصحف يوميا سواء أكانت هذه الإحداث عالمية كالحروب والنزاعات أو محلية كالحرق والقتل والضرب والمشاجرات وتصادمات وخروج على النظام، وتسيب بعض الفئات واستهجان واستهتار للقيم والمعايير والموروثات الثقافية والاجتماعية والتباهي بثقافة الآخر، وإخفاق في الاتصال الإنساني في المحيط العائلي أو المحيط الاجتماعي ككل .

ومن ما لا شك فيه أن حالة العنف والعدوان أياً كانت أنواعها أو أشكالها وسماتها فهي تعبر عن حالة البثالوجيا الاجتماعية والنفسية والتي يعم وباؤها وينتشر في أنحاء كثيرة فلا غرابة من أن ينتقل إلينا بعد أن صار العالم بفعل العولمة الثقافية كالمنزل الواحد إن لم يكن كالغرفة الواحدة، نظرا لتلاشي المحددات والحدود الثقافية والاجتماعية.

ومن البديهي إن نقول إن سلوك العنف والعدوان يمثل تحدياً لواقعنا الثقافي وتاريخنا الحضاري، فكيف يكون التصدي لهذه السلوكيات وتبعاتها.
ولنحدد في بادئ الأمر طبيعة هذا السلوك بأنه سلوك اجتماعي المنشأ في أساسياته ومخرجاته الثقافية، وله العديد من التبعات والتأثيرات في حياتنا اليومية مما يفرض التصدي لهذا السلوك والمشاركة المجتمعية كأفراد جنبا إلى جنب ومؤسسات الدولة الرسمية وترسم الوصفة المناسبة لهويتنا البحرينية الأصيلة بعيداً عن أي محاولات لاستعارة نماذج أو محاكاة لما هو قائم في مجتمعات أو ثقافات أخرى.
إن خطورة هذا السلوك المرضي تتمثل في رفضه وتأثيره على مسار الرقي الحضاري. فهو سلوك رافض للتسامح المعيشي الذي تعودنا عليه في مملكتنا الحبيبة ومستهين بالآخرين ومنكر لحقوق المواطنين الآمنين في الأمن والاستقرار.
ويساهم في تشكيل هذا السلوك عدة عوامل نفسية واجتماعية أهمها في رأيي الشخصي الأسلوب التربوي في المعاملة الوالدية والتي تقوم على أساليب متشددة أو صائبة.

ولعلنا من هذا المنطلق إن نجيب على سؤال محدد هل سلوك العنف والعدوان ذو أساس فطري في الإنسان أم أنه متعلم ومكتسب؟
ولعل الاجابه على هذا السؤال يدفعنا لمواجهة من خلال ما تم اكتشافه وتحليله في السلوك الإنساني بشكل عام حيث إن اغلب السلوكيات العامة في حياتنا اليومية هي سلوكيات في الغالب مكتسبة ومن ضمنها السلوك العدواني أو العنيف حيث انه سلوك يتم تعلمه واكتسابه بالتقليد وبتبني اتجاهات وبتربية متسلطة في الغالب أو بممارسة محفّزة.
كما يرتبط السلوك العدواني بمفهوم الذات الشخصي لدى الفرد . و يتخذ سلوك العنف والعدوان مرحلتين أساسيتين هما التهيؤ ثم التفعيل من خلال الاحتكاك الاجتماعي بالآخر.

وقد ينتج في بعض الأحيان ارتباط اجتماعي جماعي ليس لغرض سوى تفعيل سلوك العنف وهذه تعتبر من أشد مستويات الخطورة الاجتماعية على الإطلاق حيث يكون الرابط بين اعضاء الجماعة هو الاتجاه للعدوان والعنف وذلك لإرضاء نزوات غرائزية مكبوتة، أو لاستجابة لاستثارات عاطفية جامحة.
إن الصراعات التي يعيشها الفرد والتي تباينت فيها العديد من القوى والاتجاهات حفزت سلوكيات العنف والعدوان وتكريس الكراهية وذلك بتقديم صور جديدة لتصورات اجتماعية متجددة، مما أدى إلى تحول في مضامين المفاهيم تحت ستار الحداثة، والعنف المضاد.
لهذا فمن واجبنا كإجتماعيين وتربويين فهم هذه الظواهر الجديدة على مجتمعنا وتحديد الصراعات التي تواجه الأفراد والمجتمعات ومحاولة التصدي لها بجميع الأشكال.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.