من بينها أغذية أطفال وشامبوهات ومساحيق تجميل
كشف تقرير لاتحاد المستهلكين العضويين الأميركي«oca»، الذي يضم تحالفاً بين ست من أكبر جماعات حماية المستهلك وجماعات البيئة، عن وجود 24 سلعة أميركية مسرطنة تتداول في أسواق الدول الخليجية والعربية.
وأوضح التقرير، الذي اعتمد على نتائج التحليلات المعملية لعدد من أشهر الماركات الأميركية العالمية في مجال أغذية الأطفال، والشامبوهات، ومستحضرات التجميل، ومنتجات العناية الشخصية، أن العينات التي شملتها التحليلات أثبتت وجود مادة «ديوكسان ـ 1.4» المسببة للسرطان بنسب تصل إلى خمسة أضعاف النسبة المسموح بها من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأميركية.
واتهم الشركات بالكذب، ووضع بيانات مضللة على المنتجات تؤكد أنها عضوية وطبيعية رغم احتوائها على مواد كيمائية سامة».
وأوضح أن الوقت قد حان لوضع لترتيب الوضع وتحميل الشركات مسؤولية أفعالها.
وتصنّف وكالة الحماية البيئة الأميركية مادة الـ«ديوكسان»، وهي مادة مشتقة من البترول ضمن قائمة تضم 65 مادة مسرطنة محظورة تسبب سرطان الجلد، والكبد، وتجويف الأنف، وتؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي والشلاعب الهوائية، وتشوهات الأجنّة.
تزايد الإصابات وقال استشاري الأورام وطب الأطفال بمستشفى دبي، الدكتور عبدالرحمن الجسمي، إن «هيئة الأغذية والأدوية الأميركية تصنّف مادة الـ«ديوكسان» على أنها مادة مسرطنة إذا زادت على النسب المسموح بها»، ومطالباً البلديات بسحب هذه السلع من الأسواق فورا إذا أثبتت التحليلات أن نسبة الـ«ديوكسان» الموجودة فيها تتجاوز الحدود المسموح بها، وأضاف أن الـ«ديوكسان» تتسبب في سرطان الجلد، وتجويف الأنف، وسرطان الكبد.
وأوضح أن خطورة المادة تنبع من أنها يمكن أن تستنشق أو تدخل الجسم عن طريق الهضم أو التلامس المباشر مع الجلد أو من خلال تلوث مياه الشرب بها.
مختبرات نوعية
وطالب رئيس جمعية حماية المستهلك محمد موسى النعيمي بوجود صندوق حكومي لدعم الامكانات الفنية والبشرية لجمعيات حماية حقوق المستهلك. وأرجع تسرب هذه المنتجات إلى الأسواق الخليجية والعربية إلى ضعف إمكانات تحليل السلع، خصوصا مستحضرات التجميل.
وطالب النعيمي الجهات المسؤولة في الإمارات بسرعة الفصل في دقة المعلومات الخطيرة الواردة في تقرير اتحاد المستهلكين الأميركيين، والتحرك فوراً لسحبها من الأسواق، ووقف تداولها في حال ثبوت صحة الاتهامات الموجهة إليها، داعياً إلى «تلافي هذه الثغرات من خلال إقامة مختبرات نوعية متخصصة في كل إمارة، بحيث يتخصص كل منها في فئة معينة من المنتجات»، مشيراً إلى أن نسبة 98% من السلع في الأسواق مستوردة من الخارج.
وأكد أن الشركات الأجنبية تصدر سلعا إلى أسواق الدول العربية بمواصفات غير مسموح بتداولها في الدول التي تنتمي إليها هذه الشركات بحجة أن المواصفات في الدول العربية تسمح بذلك.
ثغرات من جانبه
قال الرئيس التنفيذي لشركة «الخليج للصناعات الدوائية»، عبدالرازق اليوسف، «إن المشكلة تنبع من عدم وجود مواصفات قياسية لهذه المنتجات التي تصنف على أنها مكملات غذائية، ومستحضرات تجميل، ويحصل المستوردون على الموافقة لإدخالها إلى الأسواق دون تسجيل أو تحليل لمكوناتها».
ورأى أن الشق الثاني من المشكلة يتمثل في عدم قيام الجهات المعنية ممثلة في جمعيات حماية المستهلك ووزارة الصحة بالرقابة على الأسواق في مرحلة ما بعد التسويق للتأكد من أن السلع الموجودة في السوق مطابقة فعلا للمواصفات المعتمدة.
واقترح إقامة صندوق لدعم جمعيات حماية المستهلك يمول من حصيلة الضرائب أو الجمارك حتى يمكن للجمعيات امتلاك القدرات الفنية، والكوادر البشرية التي تؤهلها للقيام بدورها.
ضعف الإمكانات
إلى ذلك دعت رئيسة مجموعة الإمارات للبيئة، حبيبة المرعشي، البلديات إلى «وقف تداول هذه السلع فورا عملاً بمبدأ الاحتياط والوقاية خير من العلاج».
وطالبت حبيبة كل من يشعر بأنه تعرّض لأضرار نتيجة استخدام المنتجات المذكورة بعدم السكوت على حقه والتقدم إلى الجهات الرسمية بشكوى لدفعها إلى التحرك.
وأكدت أن منطقة الخليج تعاني من عدم وجود آلية لمراقبة البضائع في منافذ الدخول، إضافة إلى الافتقار للموارد البشرية، ولكن مناقشة هذه القضية الحيوية أصبحت موسمية كلما وقعت كارثة.
وأضافت أن «الشركات الأجنبية تتعامل مع الدول العربية باعتبارها دولاً جاهلة صاحبة قوة شرائية هائلة، ولذلك تستحل لنفسها إغراق أسواقها بالسلع الفاسدة التي تمثل نفايات ما تنتجه هذه الشركات، ولا تستطيع أن تسوقه في بلدانها».
ورأت حبيبة أن جمعيات حماية المستهلك جمعيات اسمية وليست لها دور فعلي على الأرض، ولا تمتلك الكوادر أو الإمكانات الفنية للقيام بالتحاليل، مشيرة إلى أن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ليس فقط بالتبرع، وإنما أيضا من خلال تقديم الخدمات التي يحتاج إليها المجتمع.
أشارت موسوعة «وويكيبيديا» إلى أن مادة الـ«ديوكسان 1.4» مادة مشتقة من البترول ومعروفة بالرمز الكيمائي C 4B8D2 وتستخدم في صناعة مستحضرات التجميل كمذيب سريع للمواد الصلبة وتعرف هذه العملية باسم «ايثواكسلاشن»، وهي مادة شفافة اللون في درجة حرارة وضغط الغرفة العادية.