وصفَها الإغريقيون بالشجرة المسمومة، فيما عذّبها الرومان بصب الزيت الحار عليها، أمّا الرجل الصيني فله الحق في دفنها حية، وإذا ماتَ فلأهله الحق بأن يرثوهُ فيها. وفي الهند لا تملك الحق في العيش بعد موتِ زوجها بل يجب أن تُحرق معه.
فهل تُعدّ المرأة عامةً والزوجة خاصةً إنساناً أم لا؟ وإذا كانت لها روحٌ، فهل هي روحُ حيوانٍ أم إنسان؟
أسئلة غريبة علينا اليوم، طرَحها الفرنسيون في عهد النصارى عام 586 م خلال مؤتمر خُصِّص لبحث أوضاع المرأة وحقوقها، إنتهى بالاعتراف بها على أنّها إنسان ولكنها خُلقت لخدمة الرجل فحسب.
المرأة والتاريخ
إذاً، هي المرأة نفسها ولكن بأشكال وأوصاف وطرق تعامل مختلفة تزخر المكتبات العربية بكتبٍ حولها تبعاً لطبيعة مؤرخيها والحقبة التي عاشوا فيها. إلا أنّ الجامع بين هذه الحقبات كان تهميش المرأة بل تغييبها عن مسرح الأحداث رغم أنّها تصنعها في الكثير من الأحيان.
ماذا عن تفاصيل بعض هذه الحضارات والعصور، وهل كانت الزوجة فعلاً جسداً أنثوياً مرتبطاً بالزواج والإنجاب ليس إلا؟
بابل وآشور
كانت المرأة في شريعة حمورابي تتبع زوجها من دون أي استقلالية في الإدارة أو العمل. إذا لم تُطع زوجها في أي شيء من أمور المعاشرة أو إستقلت بشكل ما، كان للزوج أن يُخرجَها من بيته أو أن يتزوج عليها ويُعاملها معاملة الجارية، فتفقد بذلك حريّتها. أمّا لو أخطأت في تدبير البيت بإسراف أو تبذير، كان يرفع أمرها إلى القاضي ثم يُغرقها في الماء بعد إثبات الجرم عليها.
الإغريق
حُرمت المرأة فى عهد الإغريق من كل شيء حتى القراءة والكتابة والثقافة العامة. ظلمها القانون اليوناني ومنعها من الإرث أو الحصول على الطلاق من زوجها، فكان عليها بالتالي أن تظل خادمة مطيعة لسيّدها ورب بيتها وعلى هذا قال الفيلسوف أرسطو “إنّ الطبيعة لم تزوّد المرأة بأي استعداد عقلي يُعتد به”.
في المقابل، مُنحت المرأة بعض الحقوق المدنية في “إسبارطة” مثل الارث وأهلية التعامل مع ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ المدني الذي تعيش فيه بسبب الظروف الحربية التي جعلت رجال المدينة دائماً في حروب، الأمر الذي أفسحَ الطريق أمامِها للخروج والتحرّر من عزلتها.
من جهة أخرى، كانت الفتاة في عهد الإغريق لا تغادر منزلها حتى يتم زفافها، ولم تكن ترى وجه زوجها قبل ليلة الزفاف. كما كانت الزوجة تختفي من المنزل إذا إستضاف الزوج صديقاً له، ولا تخرج من المنزل إلا بعد إذنه.
الرومان
حصلت المرأة في عهد الرومان على بعض حقوقها رغم خضوعها لسلطة الأب إذا كانت غير متزوجة. أمّا الزواج في العهد الروماني فكان ينقسم إلى قسمين:
زواج مع السيادة: وهو يعني إنفصال الزوجة عن أهلها وإنتقالها من سلطة الأب إلى سلطة الزوج.
زواج من دون سيادة: ويعني أنّ الزوجة تشارك الزوج في الحياة الزوجية لكنّها تملك الحق في البقاء مع أسرتها. ويجب عليها الطاعة في ما يخصّ رغباته.
أمّا الأهلية المالية، ففي الحالتين، لم تكن تملك الحقّ في التملك أو في أي كسب مادي يضاف إلى أموال الأسرة.
الحضارة الصينية
كان للزوج في الحضارة الصينية الحق في سلب زوجته كل حقوقها وبيعها كجارية. كما حرّم على الأرملة الزواج بعد وفاة زوجها. ولأنّها كانت مُحتقرة أُطلقَ عليها بعد الزواج إسم “فو” أي “خضوع” .
الحضارة الهندية
كانت المرأة الهندية تحرق نفسها إذا مات زوجها، أما المرأة العاقر، فكان يحق لها معاشرة الرجال ولو كانت متزوجة. وقد جاء في شرائع الهندوس “ليس الصبر والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة”.
الفراعنة
عاشت المرأة في عهد الفراعنة حريّة لم تحصل عليها في الحضارات التي سبقتها، فكانت تخرج من دون غطاء للشعر وتشارك في الحياة العامة وتحضُر مجالس الحكم بل تتولى زمامه. وكان الفراعنة يفرضون عملية ختان معقدة على النساء باستخدام أعواد الثقاب وبالأخص في عصر رمسيس، وكانت هذه العملية تتسبب بآلام وأضرار جسدية فادحة، حتى أنّه كان الرجل في عهد الفراعنة يتزوج بشقيقته.
