التصنيفات
الاستشارات الصحية و الطبية

صحة الأم والطفل … نقص التغذية يفتك بأطفال العالم -استشارة طبية

ربطت خمس دراسات نشرت حديثا في جلة “لانسيت” الطبية البريطانية بين سوء التغذية لدى ط§ظ„ط£ظ… ظˆط§ظ„ط·ظپظ„ ووفاة أكثر من ثلث وفيات الأطفال ما دون خمس سنوات (أي 5.3 وفاة سنوياً في العالم)…

وقال فريق دولي من الباحثين الذين شاركوا في اعداد هذه الدراسات ان برامج بسيطة مثل تشجيع الرضاعة الطبيعية واتاحة مكملات يمكن ان يبقي بعض هؤلاء الاطفال على قيد الحياة. ونقص ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© هو احد أشكال سوء التغذية ويؤدي إلى النحول وقصور في النمو ونقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية.قال الباحثون ان الاحصاءات الجديدة التي اخذت من دراسات اجريت في نحو 139 دولة وتحليل جديد لبيانات موجودة تقل عن تقديرات سابقة عزت 50 في المائة من وفيات الاطفال إلى نقص التغذية وهو شكل حاد لسوء التغذية.وقدر الباحثون ان المشاكل المرتبطة بالنقص الحاد في الغذاء أدت إلى وفاة 2,2 مليون طفل تقل اعمارهم عن 5 سنوات في 2022.

وكتب الباحثون في الدراسات الخمس انه مازال هناك اطفال كثيرون جداً يموتون بسبب نقص التنسيق بين الحكومات والهيئات الاهلية المانحة والمنظمات غير الحكومية. وقال رئيس تحرير مجلة “لانسيت” الدكتور ريتشارد هورتون إن أربعة أخماس الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية يعيشون في 20 دولة. وذكر من بين الدول التي تحتاج إلى تحرك طارئ بيرمانيا، أوغندا، الهند وجنوب إفريقيا.

ويفضل العلاج من فترة الحمل إلى العام الثاني. وقال هورتون “بعد عمر السنتين، يكون نقص التغذية أدى إلى أضرار غير قابلة للعكس في النمو والبلوغ”.

واضاف في تعليق “هذه التقارير الاخيرة التي نشرت في “لانسيت” تخلص إلى ان النظام الدولي للتغذية، وربما لا يكون مفاجأة، متهالك”.

واضاف ان “القيادة غائبة والموارد شحيحة للغاية والقدرات هشة وهناك حاجة ملحة إلى انظمة للاستجابة العاجلة”.

وقال الباحثون ان الاطفال الذين يعانون نقصا في التغذية ويبقون على قيد الحياة يواجهون على مدى حياتهم ضعفاً في الصحة ومشاكل في تنمية قدراتهم من شأنها ان تعيقهم اجتماعيا واقتصاديا كلما تقدموا في العمر.

وتشمل هذه الأضرار غير القابلة للعكس قصر القامة المفرط في عمر البلوغ، مستوى دراسات وبالتالي رواتب اقل، ولدى النساء وزنا اقل لأولادهن، بحسب استنتاجات كارولين فال من جامعة ساوثامبتون البريطانية. كما اظهر الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية في العامين الأولين من حياتهم ويكتسبون الوزن لاحقا في طفولتهم أو مراهقتهم، يتعرضون لخطر مضاعف بالإصابة بأمراض مزمنة مرتبطة بالتغذية.

وأشارت أعمال فريق سايمون كوزنس من مدرسة لندن للصحة والطب المداري بريطانيا إلى أن التحرك على مستوى تغذية الأم والطفل قد يجنب 25% من وفيات الأطفال في الدول ال36 الأكثر تأثراً.

ورأى الفريق أن الاستراتيجيتين الأكثر فعالية حالياً لتقليص وفيات الأطفال هما تشجيع الإرضاع وتأمين كميات إضافية من فيتامين ايه.

غير أن هورتون قال إن “الاستثمار على المدى الطويل في دور النساء كمواطنات كاملات هو الوسيلة الوحيدة لإحراز تحسينات مستدامة في تغذية الأم والطفل، وبشكل عام في صحة النساء والأطفال”.

وقال باحثون آخرون ان التدخل المبكر أمر اساسي. واضافوا ان اشياء مثل تشجيع الرضاعة الطبيعية واتاحة مكملات من فيتامين (أ) هي أمثلة لبرامج اذا اتيحت مبكرا يمكنها ان تمنع 25 في المائة من كل وفيات الاطفال في 36 دولة يشكل نقص التغذية فيها أكبر مشكلة.

واضاف هؤلاء الباحثون ان هناك اربع مناطق هي افريقيا وآسيا وغرب المحيط الهادي والشرق الاوسط تتضمن اربعة اخماس الاطفال الذين يعانون نقص التغذية وان التركيز على هذه المناطق من شأنه أن يقطع شوطاً كبيراً باتجاه الوفاء بالاهداف العالمية لتقليص الفقر بحلول 2022. وكانت منظمة الامم المتحدة لرعاية الامومة والطفولة “اليونيسيف” قد ربطت في تقرير نشرته منتصف عام 2022 بين سوء التغذية ووفاة قرابة 6,5 مليون طفل سنوياً حول العالم، وقالت إن المجتمع الدولي يتقاعس في الإيفاء بالتزاماته نحو عالم خال من الجوع قبيل حلول عام ،2015 وصدر تقرير “اليونيسيف” كتأكيد على إخفاق الأمم المتحدة في الوفاء بأحد “أهداف الألفية الإنمائية” وهي ثمانية أهداف قطعتها المنظمة الأممية عام 2022 لنشر التنمية وخفض معدلات الفقر والجوع حول العالم.

وجاء في تقرير “التقدّم من أجل الأطفال: تقرير حول التغذية”، أن طفلا من بين كل أربعة، دون سن الخامسة، من بينهم 146 مليون في دول ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ… النامية، يعانون من نقص الوزن.

وعلقت آن م. فينمان المديرة التنفيذية لليونيسيف، على التقرير قائلة “بمعدلاتنا الحالية لن نتمكن من الوفاء بوعود أهداف الألفية الإنمائية”.

كما صنف التقرير “سوء التغذية” كمزيج من النقص في استهلاك الغذاء والإصابة بالأمراض المعدية المتكررة بجانب عدم توفّر العناية، مما يتسبّب في تأخير نموّ الطفل ويؤثر في قدرة الفتيات لاحقاً على إنجاب أطفال يتمتّعون بصحة جيّدة. وحسب التقرير فان الجوع ونقص التغذية يؤديان إلى عدد من أكثر مشاكل العالم تعقيداً، فهما “يساهمان في استفحال الفقر، ويؤثران في قدرة الأطفال على التعلّم والنموّ ومكافحة الأمراض الخطرة”.

وأوضح التقرير أنّ نصف أطفال العالم الذين يعانون من نقص الوزن يعيشون في منطقة جنوب آسيا، حيث يوجد في كل من الهند وبنغلاديش وباكستان نصف أطفال العالم ناقصي الوزن، بالرغم من أن نسبة الأطفال دون سن الخامسة من إجمالي سكان تلك البلاد يصل إلى 30 في المائة فقط. وأشار التقرير إلى ان أطفال هذه المنطقة يعيشون تقريباً في حالة طوارئ مستمرة في حين تسجّل منطقة غرب ووسط إفريقيا تقدّماً بطيئاً، اما الدول الآهلة بالسكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيّما العراق والسودان، فانها تشهد تراجعاً ملحوظاً.

وقالت الرئيسة التنفيذية لليونيسيف انه رغم التقدم المحرز في بعض البلدان، فإن متوسطات نقص الوزن بين الاطفال في العالم النامي لم تنخفض الا بخمس نقاط مئوية في السنوات الخمس عشرة الماضية.

وتبلغ نسبة الاطفال ناقصي الوزن في البلدان النامية حالياً 27 في المائة أي مايعادل 146 مليون طفل تقريباً، ويعيش حوالي ثلاثة ارباع الاطفال ناقصي الوزن في 10 بلدان فقط، ويوجد اكثر من نصفهم في ثلاثة بلدان هي باكستان وبنغلاديش والهند، وهذه الارقام تخفي الكثير، وفقاً لما تقوله اليونيسف.

وتضيف السيدة فينمان: مقابل كل طفل يعاني من نقص التغذية بصفة واضحة يوجد عدة اطفال اخرين يصارعون ازمة غذائية خفية. كثير منهم يعانون من نقص حاد في الفيتامينات والمعادن الاساسية من قبيل اليود وفيتامين (أ) والحديد.

واضافت ان نقص الفيتامينات والمعادن قد لايكون باديا للعين ولكن عواقبه يمكن مشاهدتها على نطاق العالم فهذه المواد الحيوية تعتبر اساسية لنمو اجساد الاطفال وعقولهم. اذ بدونها يصبح الاطفال عرضة وفريسة سهلة للاصابة بالامراض الشائعة ويقل أداؤهم المدرسي، فعلى سبيل المثال يتسبب نقص اليود في الغذاء الاسري في تعريض 37 مليون رضيع سنوياً إلى صعوبات في التعلم، كما ان نقص الحديد سبب رئيسي من اسباب الوفيات النفاسية.

وذكر التقرير ان القضاء على اوجه النقص هذه يمكن ان يغير مصير الدول، فالتغذية الجيدة ضرورية من أجل تحقيق الاهداف الانمائية للالفية، بما فيها القضاء على الفقر وضمان ذهاب الاطفال إلى المدارس والحد من الوفيات النفاسية ومكافحة الامراض. المصدر : دار الخليج

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.