بقلم ليلى المطوع
جلست ُ انظر إلى ملامح وجهه وهو يتكلم عن ماضيه وانجازاته ، حسام ابن الجيران منذ صغري كنت اعلم بعلاقاته النسائية المتعدده والتصق به لقب "كازنوفا" لسنوات طويلة ، كان يفتخر بعلاقاته النسائية التي شملت قائمة هائلة من النساء وقدرته على جذب الفتيات إليه ، لم تسلم فتاة من شباكه العنكبوتية وكن يتلهفن على حبه بإعتباره رجل يفهم النساء وتحاول كل واحده منهن اصطياده حتى تتباهى بانوثتها التي قيدته وجعلته رجلا ً آخر ولكنه كان شديد الذكاء ، يمتص دم ضحيته ثم يتلاشى كالضباب .
مضت السنين وكنت خارج البلاد للدراسة وعدت و أنا أحمل الشهادة ، صادفته عدة مرات عند خروجي ودخولي المنزل وكان يتبعني بنظراته ويبتسم كلما رأني لكنني صددته بعنف ولم ط§ط³ظ…ط له بالإقتراب مني فهذا النوع من الرجال لايستهويني أبدا ً.
حاول بشتى الطرق جذبيِ وكلما ازدادت محاولاته زاد صدي له حتى تقدم لخطبتي ورحب والدي به رغم سمعته السيئة مع الفتيات إلا أن والدي قال إنه رجل يجيد التعامل مع النساء وأخلاقه عاليه مع معشر الرجال وكانت مرحلة في حياته و انتهت " مجرد شقاوة عيال ".
تتابعت زيارات حسام لمنزلنا وكنت ُ اجلس معه صامتة و أنظر له بطرف عيني حتى تركنا والدي ذات يوم لوحدنا فقال لي وهو يقترب مني ولعابه يسيل كذئب متعطش للدماء " أنت ِ الوحيدة التي استطعت تقيدي بشباك الحب"
فقلت له "وما المميز بي حتى اقيدك ؟ أنا فتاة عادية " فقال وابتسامته تزداد اتساعا ً "أنت ِ فتاة من الطراز الثقيل ، فتاة نادرة الوجود لاتعير الرجال اهتماما ً وأنا ابحث عن هذا النوع لاستقر معه طوال حياتي"
فأجبته ُ "ألم تجد هذا النوع من قبل فأنت َ متعدد العلاقات " فقال متباهيا ً بفحولته "أن النساء هن من يركضن خلفي أنهن سهلات يتعطشن لأبتسامة مني " ، حاولت تذكيره بعدة فتيات من نساء الحي فبدأ بسرد ماضيه بفخر وكيف كن سهلات لايستطعن مقاومة سحره .
فقلت له " ان الرجل في عصر المساواة كالفتاة و أرى انك رجل ُُ ُ سهل تغرك الابتسامة والعين الحالمة وتستطيع اي امراة جذبك إليها فأنت لاتقاوم النساء كما يبدو وعلاقاتك لاتدل على قوتك بل على ضعفك وقلت حيلتك أمام جمال النساء ، فأنت خدعت نفسك وخدعوك بهذا الوهم الذي تتفاخر به .
ونهضت من جانبه وانا انظر له بقرف " اسمح لي فانا ارفض الارتباط برجل سهل وأنت كما يبدو سهل .
ومنذ ذلك اليوم وهو يتجنب النظر إلي كلما صادفني .
بقلم ليلى المطوع