تزخر بفيتامينات تعمل على تعزيز المناعة ومحاربة الأمراض
د.جابر بن سالم القحطاني
تطرقنا في الأسبوع الماضي إلى موضوع مهم وهو ط£ط¹ط´ط§ط¨ ط§ظ„ط¨طط± وأكدنا أن الشعب الياباني هو أقل الشعوب معاناة من الأورام السرطانية وقد يعزى ذلك كما يذكره بعض العلماء إلى كثرة تناولهم أعشاب البحر.
وفي هذا العدد نستكمل الحديث حول أعشاب البحر، ويحتوي عشب البحر كذلك على الماغنيسيوم، ذلك المعدن الذي وجد أنه يخفض ضغط ط§ظ„ط¯ظ… المرتفع، خاصة بين المصابين بحساسية من الصوديوم، وتحتوي أوقية من عشب البحر على أكثر من 34 ملليجراماً، أي 9٪ تقريباً من المقدار اليومي من هذا العنصر الغذائي المفيد للقلب.
إنك لا ترى مطلقاً حيتاناً تسبح هنا وهناك وهي مصابة بالزكام، ولعل السبب في ذلك هو أعشاب البحر التي تلتهمها من أعماق المحيط. إن أنواعاً بعينها من أعشاب البحر تزخر بفيتامينات مهمة تعمل على تعزيز المناعة ومحاربة مجموعة من الأمراض. ويتصدر قائمة تلك الأعشاب «النوري» فأوقية واحدة من النوري النيئ تحتوي على 11 مليجراماً من فيتامين «ج» المحارب للعدوى، أي أكثر من 18٪ من المقدار اليومي.
وفيتامين «ج» من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة المعروفة بقدرتها على اكتساح جزئيات الأكسجين المدمرة للخلايا التي تعرف باسم الجذور الحرة. وتمد أوقية من عشب النوري الجسم بنحو 1,5 وحدة دولية من فيتامين «أ» أي 30٪ من المقدار اليومي.
وقد أثبتت الدراسات أن فيتامين «أ» لا يساعد فقط في بناء المناعة ولكنه يحمي كذلك من العشى الليلي ومشكلات الرؤية المصاحبة للشيخوخة مثل ضمور البقعة الشبكية. عوضاً عن ذلك فإن فيتامين «أ» يحمي من الإصابة بالعديد من أنواع السرطان. والنباتيون المتزمتون الذين لا يتناولون اللحم أو منتجات اللحوم أو الألبان أو البيض، فإن إضافة بعض أعشاب البحر إلى طبق من خضروات البر تضمن الحصول على كميات كافية من فيتامين «ب12» ذلك العنصر الغذائي الموجود بشكل رئيسي في اللحم.
وبالرغم من أن هناك اختلافاً حول كمية فيتامين «ب12» التي تحويها أعشاب البحر، إلا أن الباحثين يتفقون أن هؤلاء ممن يتناولون تلك الأعشاب بشكل منتظم لديهم معدلات أعلى من فيتامين «ب12» في دمائهم من هؤلاء الذين لا يتناولونها. في دراسة أجريت على 21 من النباتيين المتشددين وجد الباحثون أن هؤلاء ممن تناولوا أعشاب البحر على نحو منتظم ارتفعت لديهم معدلات الدم من فيتامين «ب12» بمقدار ضعفين عن هؤلاء ممن لم يتناولوها. إن الإنسان إذا لم يحصل على كمية كافية من فيتامين «ب12» فسوف يعاني من الاجهاد وفقدان الذاكرة وتلف عصبي ينتج عنه وخز في القدمين واليدين.