1-تحتاج الحامل عند اقتراب ولادتها إلى إجراءات ، تعجل و تيسر نزول الجنين اسفل الحوض ، وذلك بايجاد الضغط للإسراع بعملية توسع عنق الرحم و تسهيل الولادة .. هذه الإجراءات تتمثل بنصحها على لقيام بالحركة الكثيرة و الدؤبة ، وأجراء بعض الحركات القوية لتحقق هذا الغرض.
2-تعاني الحوامل – و خصوصا عند الولادة الأولى – من بطئ تدرج عملية الولادة ، و بطئ نزول الجنين و اتمام الولادة ، وذلك بسبب ارتخاء عضلات الرحم ، و عدم قدرتها على دفع الجنين إلى الخارج بقوة و انتظام ، بسبب قلة أو عدم فعالية هرمون الاوكسيتوسين … ولحل هذه المعضلة لجا الطب الحديث إلى استخلاص مادة الاوكسيتوسين الذي تفرزه الغدة النخامية (تحت الدماغ) ، وهوالعامل المهم في تحفيز الرحم على التقلص القوي المنتظم أثناء الولادة ، وكذلك تحفيز إدرار الحليب عند المرأة المرضعة أثناء الرضاعة ، وذلك بإعطاءها للحامل بواسطة الإبر ، و المغذيات لتحفيز عضلات الرحم على التقلصات القوية و المنتظمة ، الضرورية للولادة الطبيعية.
3-من الإجراءات المهمة الواجب اتخاذها يوم الولادة : هو إعطاء الحامل الحقن الشرجية ، او الأدوية الملينة و المسهلة ، للتأكد من عملية إفراغ القولون مما يلوث قناة الولادة والجنين عند بقاءه ..
4-الثابت طبيا بما لا يقبل الشك : ان اضطراب الحالة النفسية والخوف عند الحامل اثناء الولادة ، يسبب إفراز هرمون الادرينالين الذي يعاكس عمل هرمون الاوكسيتوسين ، و الذي ينعكس سلبيا على استمرار نزول الجنين ، و بالتالي الى توقف تقلصات عضلات الرحم ، و توقف الولادة لفترة ايام او بصورة دائمة ، مما يستدعي اعطاء المهدءات و المسكنات مثل الفاليوم و حتى البثدين احيانا.
هذا ما توصل اليه العلم و الطب الحديثين في موضوع برمجة و ترتيب مراحل الولادة .
ولكن بنظرة طبيب متامل – مؤمن بان القران هو كتاب الله لكل زمن ومكان – لهذه الآية الكريمة من سورة مريم ، يجد هذه الخطوات و الالتفاتات العلمية ، قد رتبها الله المتعال بصورة تامة واعجازية مذهلة.. و هى كالآتي :
1-هزي : فهز جذع النخلة – وخاصة من امراة في وضع مريم (ع) – يحتاج الى جهد جهيد ، وخاصة اذا كان الغرض منه اسقاط الرطب .. فهو يحتاج الى هز اكبر من الهز المتعارف .
2-فكلي: أي الرطب .. والذي اثبتت التحليلات المختبرية الغذائية ، بان اكثر الاغذية – بل قد يكون الغذاء الوحيد الذي يحتوي عتى مادة الاوكسيتوسين – تحفيزا لتقلصات عضلات الرحم ، و ادرارا للحليب عد المرضع هو : التمر .. وقد انتبه اجدادنا للفائدة الثانية ، فتراهم ينصحون المرضع بتناول التمر لزيادة ادرار الحليب.. كذلك فالتمر هو من اسهل المواد الغذائية هضما ، وهذا لايتعارض مع نصح الحامل بنوع من الصيام البسيط يوم الولادة.
اضافة الى ان التمر هو الغذاء الوحيد القادر على اسناد و توفير كل ما يحتاحه الانسان من : طاقة ، وبروتينات ، واملاح ، و فيتامينات دون الحاجة الى خلطه بلاغذية الاخرى.
3-واشربي: أي الماء .. و الثابت قديما و حديثا علميا و عمليا ، و خصوصا عند الطب النبوي: ان تناول التمر مع الماء يكون مركبا وخليطا ذو فعل ملين و مسهل ، وذلك بسبب وجود الالياف بكثرة في التمر ، و بسبب ان المواد السكرية مع الماء ، هو ملين قوى(كالماء الحار والسكر).
4-وقري عينا: أي افرحى و اطمئني ولاتخافى .. ولا شك انها مما توجب عملية الوضع المريح لصاحبة هذه الحالة ، وخاصة اذا كان بوحي من السماء.
فلو تاملنا وقارنا بين هذه النقاط الاربعة مع التي اثبتها الطب الحديث ، و تناسقها حتى في التسلسل ، ندرك انه كم هو عظيم ذلك الكنز الذي بين ايدينا من القران ، !!