بحث عن ط§ظ†طھظپط§ط¶ط© طھظˆظ†ط³ ظ…ط¹ظ„ظˆظ…ط§طھ و طھظ‚ط±ظٹط± ظƒط§ظ…ظ„ عن انتفاضة تونس جاهز تخرج
ما فعله بوعزيزي لم يكن حركة غير مسبوقة، إذ سمع التونسيون عن أعمال يائسة مشابهة رغم أن وسائل الإعلام الرسمية ظلت تلفها بغلالة كثيفة من الصمت، أو تُقدمها بوصفها حوادث معزولة لا دلالة لها.
"اضطرت الخصاصة بوعزيزي، خريج الجامعة، للعمل بائعا متجولا للخضر والفواكه من أجل إعالة أسرته. ولما طاردته الشرطة البلدية وضيقت عليه الخناق حاول مقابلة محافظ سيدي بوزيد أملا بإنصافه، فاحتُجزت عربته وتلقى صفعة من شرطية أهدرت كرامته، فأضرم النار في جسده وتوفي بعد نحو أسبوعين في مستشفى بالعاصمة متأثرا بحروقه. كان لذلك الفعل الخارق صدى بعيدا في الولايات المحرومة، سرعان ما أتى منها رجع الصدى. والعنصر الجديد الذي جعل خميرة التمرد تصل إلى كل المناطق يكمن في الأعداد المتزايدة من خريجي التعليم، وخاصة الجامعات، الذين أنهوا دراستهم ووجدوا أنفسهم فريسة للبطالة والخصاصة، إن في منابتهم الأصلية أم في مستقر الهجرة المؤقت في ضواحي العاصمة أو بعض المدن الكبرى الساحلية. هذا الجيل، الذي كان قطب الرحى في الانتفاضة الاجتماعية، هو بالتحديد أولئك الشبان الذين لم يعرفوا في حياتهم سوى نظام زين العابدين بن علي، والذين فتحوا عيونهم على شعاراته وإعلامه وبرامجه التنموية، إلا أنهم عاشوا واقعا أبعد ما يكون عن تلك الصورة الافتراضية التي لا ينفك يصنعها الإعلام المُوجه ويُروجها في الداخل والخارج.
الرهان الأوربي والبطالة المزمنة
الحرب الالكترونية طعم الحرية
الاحتجاجات تتسرب من قبضة الشرطة
نافذة على وجه تونس الجديد
في أجواء الشعور بالحيف الجهوي والغبن الساري بين أبناء تلك المحافظات المنسية، ترعرعت مُسوغات التمرد الجماعي، الذي لم يكن ينتظر أكثر من عود ثقاب، سرعان ما قدحه الشاب بوعزيزي بإقدامه على فعل تراجيدي شديد الرمزية، مكثف الدلالة، بعيد الصدى.
"نهض نمط التنمية الذي تم إرساؤه طيلة العقدين الماضيين على استثمار عنصر أساسي، هو الأيدي العاملة الرخيصة، لمنافسة البلدان المتوسطية المماثلة على استقطاب المستثمرين الأجانب. وركز نمط التنمية هذا على قطاعين أساسيين هما المنسوجات والملبوسات وتصنيع قطع الغيار الميكانيكية والكهربائية والالكترونية، التي تأتي مادتها الأولى من الخارج ثم تعود إليه، من دون الارتباط بحلقات إنتاجية أفقية. ومن هذه الزاوية، لا يحتاج هذا النمط من المصانع إلى ذوي التكوين العالي والكفاءة والمهارة، لأن هؤلاء سيتقاضون مرتبات مرتفعة، وإنما إلى سواعد رخيصة تضمن الضغط على كلفة الإنتاج. وتجاوز عدد تلك المصانع 5624 في 2022، من بينها 2717 مصنع مُصدر بالكامل، وهي تُشغل بين 10 عمال فما أكثر. (3).
يمكن القول إن جيل هذه الانتفاضة لم يذق طعم الديمقراطية ولم ينعم بتعددية أو بحريات منذ وصوله إلى هذا العالم، بينما أقنعته متابعته لوسائل الاتصال والإعلام الجديدة بأنه لا يقل أحقية ولا تأهيلا عن الشعوب الأخرى في ممارسة الديمقراطية.
"لا يكفي استعراض الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للإحاطة بدوافع الانتفاضة، خاصة أن حركة احتجاجية مماثلة تفجرت سنة 2022 في منطقة الحوض المنجمي الواقع في محافظة قفصة (جنوب سيدي بوزيد)، تم تطويقها بواسطة تدابير أمنية وقضائية صارمة. والقاسم المشترك بين الحركتين ليس الانتفاض من أجل الحق في العمل وحسب، وإنما المطالبة بالعدل في توزيع التنمية على المناطق المختلفة. ولم يكن اللجوء إلى الشارع في الحالتين سوى الملجأ الأخير لإبلاغ صوت تحول البيروقراطية والانغلاق الإعلامي دون بلوغه إلى صناع القرار. بهذا المعنى أتت انتفاضة سيدي بوزيد ثمرة لعقدين من الاحتقان الذي لم يعد المواطن يجد في ظله من يسمع شكواه.
لا خلاف على أن منطلق حركات التمرد الشعبية خلال نصف القرن الأخير كان اجتماعيا، وإن تحولت في كثير من الحالات إلى صدام سياسي مع السلطات
"غير أن الانتفاضة سحبت إليها في زخم أمواجها صغار الأجراء والفئات الوسطى خاصة في المناطق الواقعة وراء خط الفقر المُمتد من محافظة جندوبة شمالا إلى محافظتي قبلي وتطاوين جنوبا. وعلى الرغم من أن مركز ثقل الانتفاضة ظل طيلة نحو شهر متمحورا في منطقة الوسط الغربي (سيدي بوزيد والقصرين)، فاللافت أنها اجتاحت أيضا محافظات تُعتبر محظوظة نسبيا مثل صفاقس وبنزرت وسوسة. وهذا يعني أن انتفاضة سيدي بوزيد ارتدت طابعا وطنيا شاملا خلافا لجميع الهبات السابقة في عهد بن علي، وآخرها هبات قصيرة الأمد اندلعت في كل من الصخيرة وبن قردان وجبنيانة وقصر قفصة بنفس الكيفية وتحت نفس الشعارات خلال العامين الماضيين، وهو دليل على أن العناوين التي طرحتها انتفاضة سيدي بوزيد كانت نابعة من شعور عام بالضيم وغياب الحرية يسود جميع المناطق بلا استثناء. وهذه سمة أولى بارزة كانت لها تداعياتها في قرارات الحكومة التي لم تستطع التعاطي معها كقضية مناطقية، مثلما فعلت مع منطقة الحوض المنجمي.
من المهم الإشارة هنا إلى أن الانتفاضة الحالية اتسمت بكثرة عدد المدونين الذين تلاحقهم السلطات بالاعتقال وضرب المواقع ومصادرة الحواسيب، بعدما أدركت خطورة دورهم في تغذية التمرد.
"مجمل القول أن الانتفاضة التي اندلعت شرارتها من سيدي بوزيد كانت غير متوقعة من حيث التوقيت والمضمون والأشكال. وكان الحكم يعتقد أنه أفلح في استخدام الأساليب الوقائية التي فككت مصادر المعارضة السياسية والنقابية وسدت جميع منافذ التمرد وأقفلت المجال الإعلامي ومساحات الحركة التي كانت متاحة للمجتمع المدني. غير أن تلك العسكرة لم تؤد سوى لمزيد من العنف لدى فيضان الكأس بنزول قطرة انتحار الشاب بوعزيزي على سطحها.
تضييق متزايد على الإعلام
الانتفاضة الشعبيّة تتصاعد في مختلف المناطق التونسيّة، بعد تزايد حدّة القمع ومواجهة المتظاهرين بالرصاص… وفي الوقت نفسه، تحكم السلطات القمعيّة قبضتها على وسائل الإعلام
أكدت مصادر تونسية هروب سيدة تونس الأولى السيدة ليلى بن علي، زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، للخارج برفقة بناتها، خشية حدوث تطورات غير متوقعة، نتيجة أحداث الشغب والاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن تونسية منذ أيام.
ولم ترد السلطات التونسية سواء بنفي أو تأكيد هذه الأنباء، كما لم تظهر السيدة الأولى كالعادة على شاشة القناة التونسية الرسمية "تونس 7" التي يلقبها التونسيون بـ"البنفسجية".
وأكد مصدر تونسي إن زوجة الرئيس التونسي سافرت برفقة بناتها إلى دولة الإمارات، حتى تهدأ الأمور في المدن التونسية، وأنها ستتابع من هناك ما يجري ويدور على الأرض.
في هذه الأثناء اعترفت الحكومة التونسية، على لسان الناطق الرسمي باسمها، بأن الجيش استلم فعلا مقاليد الأمور في المدن التونسية الملتهبة.
وأكد سمير العبيدي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية، تعليقا على دخول قوات من الجيش لمدن تونسية تشهد احتجاجات، أن الحكومة فهمت جيدا الرسالة، وستتخذ إجراءات تصحيحية، مشيرا إلى أنه سيتم استخلاص العبرة من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه.
وأفادت مصادر متطابقة عن تجدد المواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن التونسية، أول أمس الاثنين، في وسط غرب البلاد، بينما قضى رجل أصيب الأحد الماضي بالرصاص بعد نقله إلى المستشفى.
وشهدت ثلاث مدن هي القصرين وتالة والرقاب وسط غرب البلاد أعمال عنف، احتجاجا على البطالة، وتجدد أعمال الشغب التي تهز تونس منذ منتصف ديسمبر الماضي، وأسفرت عن سقوط 14 قتيلا، حسب آخر حصيلة رسمية.
والاحتجاجات والمظاهرات أمر نادر الحدوث في تونس التي يحكمها الرئيس زين العابدين بن علي منذ 23 عاما.
من جهة أخرى، أعربت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن انشغال عميق واستنكار شديد من قتل عدد من المواطنين إطلاق النار على المدنيين المتظاهرين.
ودعت إلى وضع حد فوري لهذا التصعيد الأمني وإرجاع قوات الجيش إلى ثكناتها والإقلاع عن استعمال الذخيرة الحية ضد المدنيين مهما كانت المبررات. كما دعت إلى احترام حق التجمع والتظاهر السلمي، ورفع الحصار عن قوى وفعاليات المجتمع المدني لتتمكن من تأطير الاحتجاجات حتى لا تنزلق نحو العنف.
وطالبت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بإجراء تحقيق فوري ومستقل لتحديد المسؤولين أمرا وتنفيذا عن سقوط ضحايا مدنيين بالرصاص الحي وتحميلهم مسؤوليته الجزائية، مشددة على إطلاق سراح جميع الموقوفين أثناء الأحداث أو على خلفيتها.
انتفاضة تونس تطيح وزير الداخلية التونسي وفريعة يخلفه
انتفاضة تونس تطيح وزير الداخلية التونسي وفريعة يخلفه
أعلن رئيس الوزراء التونسي أن الرئيس زين العابدين بن علي أقال وزير الداخلية السابق رفيق بالحاج قاسم وأمر بفتح تحقيق في اتهامات بالفساد طالت بعض المسؤولين وبإطلاق سراح المعتقلين خلال الاحتجاجات الشعبية. وقال رئيس الحكومة التونسية محمد الغنوشي إن الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسؤولين وأنه عين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة وزيرا جديدا للداخلية
وكان الرئيس التونسي اجرى تعديلا وزاريا على خلفيىة الاضطرابات التي تشهدها البلاد احتجاجا على البطالة وتدني المستويات المعيشية وطال التعديل وقتها وزيري الشباب والاتصال. وكان المحتجون نادوا بضرورة اقالة وزيري الاتصال والداخلية.
اتفاضة الشباب اليائس: 20 قتيلاً في القمع التونسي
تونسي بعد مشاركته في احدى التظاهرات أول من أمس (حسيني دريدي ــ أ ب)
لعل القراءة الأكثر صدقيّة لتظاهرات تونس والجزائر، تلك التي تضعها في إطار تعرية «الأنظمة الفاشلة» التي فقدت كل اتصال مع شبيبتها، وأصبحت صمّاء ومنهمكة في هروب إلى الأمام قد يبشّر بأيام سوداء وبطول عدم استقرار، ويرسم صورة لدول فقدت السير مع الركب الدولي وخسرت معركة الحداثة
بشير البكر, سفيان الشورابي
ربما تحسّر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وهو يزور ما بقي من شخص أقدم على الانتحار (محمد بوعزيزي) وينتظر بين فنية وأخرى زفرته الأخيرة. وربما أدرك الحالة التي وصلت إليها تونس تحت حكمه. لكن اقتراحه منح عائلة القتيل 20 ألف دينار (12 ألف دولار) وتوظيف أخته ليلى في العاصمة لن يحلا كل مشاكل الشبيبة. شباب يضطرون إلى الموت انتحاراً
، في ظاهرة لم يتورع مفتي تونس «الرسمي» عن تحريمها وتحريم الصلاة على من أقْدَم عليها. وهي صورة غير بعيدة عن فتوى شيخ الأزهر الراحل محمد سيّد طنطاوي بحق غرقى الهجرة السرية المصريين، معتبراً أنهم ليسوا شهداء، في تناغم مع سياسة تقودها الدول العربية المُطلّة على البحر الأبيض المتوسط، لخنق الأمل الأخير لهذه الشبيبة الضائعة واليائسة، في مقابل مساعدات ورشى، اعتبرها معمر القذافي غير كافية.
الأمور في تونس لم تهدأ، والحرب بين النظام الذي لا يريد أن يسمع آهات شبيبته الضائعة، وبين شباب لم يعد له ما يخسره ومستعد لكل شيء من أجل إثبات وجوده، مستمرة وتتخذ أبعاداً جديدة. وعدد القتلى في تزايد وأيضاً محاولات الانتحار (تتحدث الأخبار عن عشر محاولات انتحار، حرقاً)، ولن توقفهم فتوى «شيخ» السلطة.
ولعل انضمام أكبر نقابة عمالية تونسية (الاتحاد العام التونسي للشغل) الى مطالب المحتجين، بعد تردد طويل، يدل على أن النقابة العمالية تخاف من انكشاف عورتها أمام عموم الطبقة العمالية، أو أن الأمر لا يخلو من محاولة ركوب الموجة، للإمساك بالحركة الاحتجاجية والتفاوض من أجل قبرها، كما يحدث في كثير من دول العالم الثالث، وفي مقدمها الدول العربية.
وإذا كانت أخبار السبت والأحد قد حملت نبأ مقتل أكثر من 20 تونسياً لينضموا إلى القائمة التي تزداد بضحايا الانتحار ورصاص الشرطة كل يوم، فهذا لن يبشر بنهاية سريعة للاحتقان، بل سيترك بصمات ظاهرة على العلاقات بين السلطة السياسية وعموم الشعب، ربما ستستمر خلال فترة طويلة.
لن يكون الأمر كما في السابق، هذا ما يقوله العديد من التونسيين، فالأمر وصل إلى مستوى غير مسبوق في التعامل بين السلطة والمواطنين، تغذيه أنهار الدم التي سالتْ. يقول أحد الحقوقيين التونسيين: «إن السلطة فقدت صدقيّتها. التنمية الاجتماعية والإقليمية التي وعدت بتحقيقها ليست سوى كذبة كبيرة». وفي غياب الحريات السياسية، وعد النظام باستفادة الجميع من النموّ الاقتصادي، لكن الشعب لم يَرَ شيئاً من كل هذا. البطالة تمسّ 15 في المئة من السكان، كما أنها تمسّ واحداً من كل ثلاثة من ذوي الشهادات الجامعية. أما في سيدي بوزيد، التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة، فلا صناعة ولا فنادق سياحية. وتصل البطالة فيها إلى 48 في المئة، فيما 60 في المئة من الشباب من دون عمل.
وإذا كانت الدولة البوليسية لا تزال تخيف المواطنين، وخصوصاً في العاصمة والمدن الكبرى، فإنها لم تعد تخيف الكثيرين في سيدي بوزيد. هناك الناس ليس لديهم ما يخسرونه، كما يقولون، كما أن منطقتهم هي التي فجّرت المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي.
وإذا كانت العوامل المحركة للانتفاضة كثيرة، فإن محرّكها الرئيسي يبقى بطالة أصحاب الشهادات العليا، وهو ما يعدّ فشلاً كبيراً لبلد تباهى كثيراً بأنه حقق إنجازات كبيرة في محو الأمية وفي احتضانه أكبر نسبة من أصحاب الشهادات العليا.
وقد حققت تونس في غضون ثلاثين سنة تطوراً جامعياً يفوق بكثير كل الدول التي كانت في وضعيّة تونس. لكنها وجدت نفسها أمام فائض كبير من أصحاب الشهادات العليا، عجزت الإصلاحات البنيوية الكبرى، التي أنجزتها تونس في حقبة ما بعد بورقيبة، عن استيعابهم، وألقت بهم في الشارع. وهو ما أشعل فتيل الانتفاضة. ولعل المراقبين لمستجدات التظاهرات في تونس لاحظوا أن الحركة الحالية تشهد حضوراً قوياً ولافتاً لشرائح لم تتظاهر قط في السابق. وهو ما يعني إفلاس الحكومة، وفقدانها لقاعدتها السابقة. ويزداد الأمر تعقيداً وخطورة في المستقبل بسبب غياب أحزاب سياسية حقيقية (قادرة على تقديم البديل، وإحداث التناوب والتداول السلمي للسلطة)، ومعارضة قادرة على الجهر بمعارضتها، بدل الجهر بانتقاد وسائل الإعلام الأجنبية والحديث عن تدخلات ومؤامرات أجنبية وهمية، في غالب الأحيان.
أمام هذا الواقع، لجأ بن علي إلى القمع الدموي، إذ بلغت حصيلة قتلى رصاص شرطة مكافحة الشغب 20 شخصاً على الأقل. عددٌ من المرجح أن يرتفع نظراً الى خطورة العديد من الإصابات، في ظل أنباء إطلاق الشرطة مساء أمس النار على مشاركين في تشييع أحد القتلى.
غير أن الحكومة التونسية لم تعترف بالقتلى العشرين، مشيرة إلى أن عدد القتلى فقط 14، فيما ذكرت صحيفة «اللوموند» الفرنسية أنها تعرفت إلى هوية 11 قتيلاً، بينهم الشابة آمال بولاجي (26 عاماً).
وقال بيان لوزارة الداخلية «أسفرت الاحداث عن مقتل أربعة مهاجمين بالرقاب وإصابة اثنين منهم بجروح خطيرة. كما أسفرت الاحداث في القصرين عن قتيلين من المهاجمين وثلاثة جرحى في حالات متفاوتة». وكان الوزارة اعلنت في وقت سابق عن سقوط ثمانية قتلى في القصرين وتالة خلال مواجهات جرت الليلة قبل الماضية.
وبررت وزارة الداخلية التونسية إطلاق النار بأنه كان «دفاعاً شرعياً بعد تحذيرات بسبب إقدام مجموعات على تخريب ونهب وحرق مؤسسات بنكية ومركز للأمن ومحطة وقود»، فيما أكد شهود عيان لـ«الأخبار» أن قوات مكافحة الشغب عمدت الى استفزاز المتظاهرين وشتمهم والتطاول على عائلاتهم، وأن البعض منهم نهب ممتلكاتهم واعتدى على منازلهم.
وقال شاهد يدعى شكري هاينوني من مدينة القصرين لـ «رويترز» عبر الهاتف ان شبانا يرمون حجارة وزجاجات حارقة وان الشرطة تفتح النار في كل مكان بالشوارع. وقال شاهدان في مدينة الرقاب، التي تقع على بعد 210 كيومترات غربي تونس العاصمة، ان ثلاثة أشخاص بينهم امرأة قتلوا في اشتباكات مع الشرطة هناك. وأضاف كمال العبيدي، وهو نقابي لـ «رويترز» انه شاهد بأم عينه ثلاث جثث.
رقعة الاحتجاجات وصلت أمس إلى مدينة سوسة، مسقط رأس بن علي. وذكرت معلومات أن مصادمات عنيفة وقعت في حي الرياض في سوسة، بعد التحام محتجّين بجمهور كرة القدم. وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن القوات الأمنية اعتدت على أملاك المواطنين في شارع التوفيق بحي الرياض، أكبر أحياء سوسة سكاناً، وحطّمت المقاهي والأملاك الخاصة، واستعملت الغاز المسيل للدموع بكثافة.
لانتفاضة التونسية: تضييق متزايد على الإعلام
تونس ــ الانتفاضة الشعبيّة تتصاعد في مختلف المناطق التونسيّة، بعد تزايد حدّة القمع ومواجهة المتظاهرين بالرصاص… وفي الوقت نفسه، تحكم السلطات القمعيّة قبضتها على وسائل الإعلام. هكذا أعلنت إدارة تحرير صحيفة «الموقف» المعارِضة أخيراً أن السلطات التونسية عمدت إلى حجز العدد 574 (عدد يوم الجمعة الماضي) بحجة «حصول عطل فني في المطبعة». وجاء في بيان صادر عن الصحيفة أنه لُجئ «إلى الأسلوب نفسه لمنع طبع عدد سابق من الجريدة في أيلول (سبتمبر) الماضي قبل أن يسمح بتوزيعه في الأسواق، بعد إعلان مدير «الموقف» إضرابه عن الطعام». وذكر البيان أن العدد المحجوز تضمن «تغطية للتحركات الاحتجاجية التي تعمّ أرجاء البلاد، وعنواناً على الصفحة الأولى دعا فيه «الحزب الديموقراطي التقدمي» إلى حل وزارة الاتصال لإخفاق النظام الإعلامي في تغطية الأحداث الحالية… ولما يرمز إليه هذا النظام من خلط بين النشاط الحكومي والقطاع العمومي للإعلام…». ورأت إدارة «الموقف» «أن هذا الحجز يقدّم دليلاً إضافياً على أن تغيير وزير الاتصال، الأسبوع الماضي، لم يأت بأي جديد، وأن إيقاف عدد من نشطاء الإنترنت وتصاعد حجب عدد من المواقع الإلكترونية… يؤكدان التدهور الذي بلغه الوضع الإعلامي في تونس».
وكانت صحيفتا «الموقف» و«الطريق الجديد» قد تعرّضتا للحجز، قبل أسبوعين، من قبل شركة التوزيع التي رفضت إرسال الأعداد إلى نقاط البيع! ويرى مراقبون أن رغبة السلطات التونسية في فرض حالة من التعتيم الإعلامي على الفورة الشعبية العفويّة الي تشهدها البلاد، على خلفيّة مطلبيّة واجتماعيّة، يدفعها إلى زيادة حدّة البطش ومحاصرة الإعلام الحرّ والنقدي، بكل الوسائل الممكنة.
وفي حديث إلى «الأخبار»، قال الصحافي التونسي في قناة «الجزيرة»، بسام بونني، إنه لا يمكن إخفاء الحقيقة اليوم: «المواطنون التونسيون تطوّعوا لنشر الأخبار والصور والتسجيلات، وأكدوا حرصهم على توخّي الحذر والتأكد من المعلومة قبل نشرها». وأضاف «لم ولن يفلح النظام في تغيير سياسته الإعلامية بسبب عدم إيمانه بأنّ الحريات صمام أمان ضد الانحرافات، وليست تهديداً لأمن البلاد». وتحول موقعا «فايسبوك» و«تويتر» إلى مصدر الأخبار الأول في تونس، وذكر شهود عيان أن الشرطة ضيّقت خلال الأيام الماضية على عدد من التونسيين الذين نزّلوا بعض مقاطع الفيديو التي تتضمن مواجهات بين قوات الشرطة والغاضبين. كذلك قرصنت هيئات الرقابة عدداً من الحسابات الشخصية للتونسيين، ما دفع الإدارة الأميركية إلى استدعاء السفير التونسي في واشنطن. وعبّر المتحدث باسم الخارجية الأميركية، بي جي كراولي، عن قلق الولايات المتحدة من التضييق على الإنترنت. أما الحكومة الفرنسيّة، فما زالت تتعاطى بحذر مع تعاطي نظام بن علي مع حركة الاحتجاج الشعبية التي تشهدها البلاد.
آلاف التونسيين يطالبون برحيل الرئيس زين العابدين بن علي خلال تظاهرة أمام وزارة الداخلية
تحرّكات الشارع التونسي 2
بن قردان من مصادر موثوقة : ميليشيا من الملثمين تمتطي سيارة رباعية الدفع تغتال الأستاذة بإعدادية الفاضل بن عاشور نرجس نويرة ( في مدنين ) بست رصاصات اليوم حوالي الساعة الثامنة مساء.
مدنين: مظاهرات الآان في مدنين بعد مقتل الأستاذة نرجس نويرة و الجيش يتدخل لمنع الشرطة من إطلاق النار على المتظاهرين: الجيش يبذل مجهودات كبيرة لحماية المتظاهرين و يتعرض لإبتزاز من طرف البوليس.
مدنين ( بنقردان ): مظاهرات الآان في مدنين بعد مقتل الأستاذة نرجس نويرة و الجيش يتدخل لمنع الشرطة من إطلاق النار على المتظاهرين: الجيش يبذل مجهودات كبيرة لحماية المتظاهرين و يتعرض لإبتزاز من طرف البوليس
مشهد مؤثر:الجيش يحيي شهداء تونس
الوقفة التضامنية أمام سفارة النظام التونسي في الرباط أمس:
بوحدتنا ننتصر ..
قوى أمنية تتدخل :
بن علي: لا رئاسة مدى الحياة ولن اترشح لانتخابات 2022
13.01.2017 آخر تحديث [22:27] Tunis TV
اكد الرئيس التونسي زين العابدين بن على في خطاب موجه للشعب التونسي يوم الخميس 13 يناير/كانون الثاني انه يفهم التونسيين ويفهم مطالبهم، مضيفا ان لا رئاسة في تونس مدى الحياة. وقال بن علي " كفى لجوءاللرصاص واعطيت اوامري لوزير الداخلية بوقف ذلك"، مشيرا الى انه سيعلن عن تغييرات استجابة لمطالب الشعب.
واعلن بن على عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 2022.
واضاف بن علي انه اعطى اوامر لوزير الداخلية بعدم اطلاق النار الا في حالات قصوى، مشيرا الى انه لم يقبل ابدا ان تسيل قطرة من دماء التونسيين.
وذكر بن علي انه اعطى اوامره للتفريق بين الجماعات المنحرفة والناس العاديين، مضيفا انه قد تمت مغالطته من قبل المسؤولين وستتم معاقبتهم.
واضاف بن على: "اطالب اللجنة المكلفة بالتحقيق بتحديد مسؤولية كل الاطراف في هذه الاحداث".
ووعد الرئيس التونسي بدعم الديمقراطية وتفعيل التعددية واعطاء الحرية كاملة للاعلام بكل وسائله ورفض أي شكل من اشكال الرقابة وعدم غلق الانترنيت.
واكد بن على انه اعطى اوامر للحكومة بتخفيض اسعار السلع كالخبز والسكر والحليب.
هذا وسمع صوت طلقات نارية في قلب العاصمة التونسية ، كما قامت الشرطة باغلاق احدى المناطق في العاصمة. وقد اسفرت المواجهات في البلد منذ تجددها اليوم عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات بالإضافة إلى حدوث خسائر مادية جسيمة .
قتلى وجرحى واطلاق نار في اشتباكات عنيفة وسط العاصمة تونس
13.01.2017 آخر تحديث [21:30] AFP PHOTO / FETHI BELAID
وحدات من الجيش وسط العاصمة تونسسمع صوت طلقات نارية يوم الخميس 13 يناير/كانون الثاني في قلب العاصمة التونسية ، كما قامت الشرطة باغلاق احدى المناطق في العاصمة. وقد اسفرت المواجهات في البلد منذ تجددها اليوم عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات بالإضافة إلى حدوث خسائر مادية جسيمة .
واندلعت مواجهات عنيفة في كل من منتجع الحمامات السياحي ومحافظة المنستير لاول مرة، واقدم المحتجون على حرق وتخريب عدة ممتلكات وملاهي تعود لعائلة ومقربين من الرئيس زين العابدين بن على، وذلك حسب تقارير اعلامية.
ونقلت تقارير اعلامية عن شهود عيان أن فرقا من القوات الخاصة والقناصة انتشرت في الشوارع وعلى أسطح الأبنية الكبيرة في قلب العاصمة.
وقال شاهد عيان وقريب لشاب يدعى مجدي نصري (25 عاما) انه لقي حتفه بعدما اصيب برصاصة في رأسه في اشتباكات مع الشرطة في ضاحية التضامن بالعاصمة التونسية يوم الخميس.
هذا وادت الفوضى العارمة التي تجتاح العاصمة تونس الى توقف وسائل النقل في غرب العاصمة وجنوبها.
كما شوهد دخان اسود يتصاعد في العاصمة عن بعد وغطى الناس افواههم لتجنب استنشاق الدخان.
وافادت مصادر ان هناك مواجهات عنيفة في مدينتي قفصة ونابل بين الاف المتظاهرين ورجال الامن.
وقال شهود في بلدة سيدي بوزيد التي بدأت فيها الاضطرابات قبل قرابة شهر ان عدة الاف من المحتجين ساروا في الشوارع ورددوا شعارات مناهضة للحكومة.
تضارب في عدد قتلى المواجهات
وهناك تضارب كبير في عدد قتلى هذه الاحداث فبينما العدد الرسمي للقتلى المدنيين في الاحتجاجات هو 23 شخصا، قالت الامم المتحدة ان جماعات معنية بحقوق الانسان تقدر عددهم بنحو 40.
من جهة اخرى قالت وكالة الانباء الفرنسية ان مواجهات في احدى ضواحي تونس اسفرت عن سقوط ثمانية قتلى مما ادى الى ارتفاع الحصيلة الى 66 قتيلا منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر. حسب الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان.
وقالت رئيسة الاتحاد سهير بلحسن "إن بحوزتها لائحة بأسماء 58 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات منذ قرابة الشهر، وكانت مصادر الفدرالية تحدثت عن سقوط 8 قتلى ليلة أمس في تونس العاصمة ليرتفع عدد القتلى إلى 66 قتيلا".
واضافت "انها مجزرة مستمرة. اهم اولوية اليوم هي وقف هذه المجزرة".
بن على يقيل اثنين من كبار مستشاريه
من جانبه أقال الرئيس التونسي واحدا من كبار مستشاريه بالاضافة الى الناطق الرسمي باسم الرئاسة.
من ناحية أخرى، عقد مجلس النواب التونسي جلسة استثنائية لمناقشة الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا، ودعا الى نشر الجيش الذي كان انسحب من العاصمة في وقت سابق اليوم في جميع انحاء البلاد.
وحضر الجلسة رئيس الوزراء محمد الغنوشي وعدد من أعضاء الحكومة التونسية. وبحث المجلس, حسبما أفادت الإذاعة التونسية, استحداثات فرص العمل التي أعلن عنها إبان هذه الأحداث.
كما استمع المجلس إلى بيان من وزير الداخلية الجديد أحمد فريعة حول الأحداث.
قلق غربي من الوضع في تونس وتحذيرات للرعايا من السفر اليها
هذا واعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون عن قلق بلاده للاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة في تونس.
وحثت كل من وزارات الخارجية الامريكية والسويسرية والهولندية رعاياها على تجنب السفر غير الضروري الى تونس وذلك بسبب الاضطرابات العنيفة.
وفي وقت سابق من يوم الخميس افادت وكالة "رويترز" نقلا عن شهود عيان ان عدد القتلى، الذين سقطوا يوم الاربعاء في الاشتباكات مع الشرطة في تونس قد ارتفع الى حوالي 5 اشخاص بالرغم من المحاولات الحكومية لوقف أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود