سأتلو عليك آخر آلامي ..
لــعلَّكَ تدرك أن الوجع تربى في أحشائي
و كَفَلْتَه أنت بعد العامين
حَمَلَت به أحلامي في عز غثيانها
لم ترى ذلك و أنت تمر عبر طريق العوده
لم ترى أنك تقاسمت معي إرثًا في منتصف الغضب
تلك أمَانِيَ..ما ذنبها أخبرني
كنت آملُ أن يوقظ فيك الوجع الإحساس بوجعي
لم أتعلم القسوة إلا بعد الهجر
و لم أذرف الدم إلا بعد الغدر
شربت من كأس ط§ظ„ظ…ظˆطھ حتى الثماله
و اشتهيت ط«ظ…ط§ظ„طھظٹ على يديك..أوليس الموت في حبك يُشتهى
أدركت بعدها أنَّني حُبْلى بألـــم الفراق
و لم أجد بُدًّا من إجهاضه … كان سيولد رغما عني و عنك
و .. وُلِـد كما ترى
حتى أنك لم تعي أن عذابي سبق عذابك بدهرين
و الوجع وصل إليك بعد محطتين
قلبي المُلَبّد و روحــي المغتالة بسيف ذكراك مرتين
مَرّةً حين أيقظتني من سكرتي ..و مَرّةً حين أدخَلْتُكَ في عالم الغياب
لا يمكن لقلبي أن يكون موطنــًا
لأنه بين ضلوعي ..لو بحثت عن خافق فلن تجده
فقد رحل مع رحيلك لدنيا الضياع
اخترت الرحيل بدوني .. و لم أملك تذاكر سفر حينها
و لا حتى أي شيء يُبــاع
بقيتُ وحيدةً أُرَبّي شتاتي ..و أرضعه من لبن ذكراك
علّ الجرح يوما يخبرك بظلمة الأحشاء التي احتوته
و من المطر اتخذت وشاحــا يقيني برد الجفاء بعدك
هي نفسها زخــاته التي أرقصتنــا يومـًا سويا
هي نفسها أنفاسه التي أحيتنــا
صدقت فليس كل ما يذرفه الغيم مطر
*****
أكتفي بهذا القدر من الهذيان ..لأنني في غياهيب عشقك ضعت
و لم يسعفني حتى حرفي
فــبِربِّكَ أخبرني من أنت؟
أخبرني من أي عــالم …بل من أي غيمة عشق وُلِدت؟
وقلبك ذاكَ أنَّ لَـهُ أن يرحم الجروح النــائمة فينا
أخبره أنه تخطى ذروة إحتراف الوجع
و تقَلّد عرش الحنين