الخيانة الزوجية هي أولي درجات سلم الهاوية في العلاقة الزوجية والذي قد لا تستطيع أن توقف نفسك من السقوط من قوته حتى يصل إلى قاع بئر الخيانة، كما يقول الدكتور محمد عبدالرحمن – أستاذ علم الاجتماع والديموجرافيا بكلية البنات جامعة عين شمس، والذي يرى أن الخائن في العلاقة الزوجية سواء الرجل أو المرأة دائما ما يضع المبررات التي تساعده على السير في العلاقة الآثمة.. ويطمئن إليها وربما يجد فيها الحافز ليكمل طريقه فيها حتى تنهار أسرته.. وللخروج من ذلك النفق المظلم يجب أولا أن تعرف الإجابة على الأسئلة الآتية:
لماذا يخون الرجل زوجته؟
هناك عدة شماعات يعلق عليها الرجل أسباب خيانته لزوجته منها:
أن زوجته مريضة أو حامل وهناك صعوبات في إقامة علاقة جنسية معها.
أن زوجته لا تلبي رغباته الجنسية والتي غالبا ما تكون غير مألوفة، كأن يكون قد شاهدها في فيلم غربي ويريد أن ينفذها وهي تأبي.
إن زوجته لا تستطيع أن تستوعب كل طاقته الجنسية لذا يلجأ إلى أخرى لإشباعها واستكمالها.
إذا شعر الرجل بأن زوجته ليست على المستوى المطلوب من الجمال أو الأنوثة.
اختلاط الزوج بالنساء اللاتي يجد فيهن كل ما ينقص زوجته مما يدفع به إلى دائرة الخيانة خاصة إذا وجد المناخ الملائم.
عدم اهتمام الزوجة بنفسها، وإهمالها لمظهرها ونظافتها بعد فترة طويلة من الزواج.
شعوره بالملل في الحياة الزوجية، والروتين الذي يعمقه لديه أعداء الزواج من أصدقاء السوء ويظهر ذلك عند الرجال أكثر منه عند النساء فيبحث الرجل عن التجديد خارج المنزل.
أن الزوجة أهملته وتحول اهتمامها بالأولاد وأعمال المنزل مما يجعل الزوج يقر بعدم أهميته لدى الزوجة وهامشيته في حياتها ووجود ما يسمى النكد الزوجي وهو عبوس الزوجة وشكواها المستمرة من الأولاد والأعمال.
كذلك غياب الوازع الديني وانخفاض القيم الدينية أثناء التنشئة الاجتماعية للزوج، وعدم القناعة بما يملكه.
لماذا تخون المرأة زوجها؟
وللمرأة أيضا شماعات ومسببات لخيانتها قد تجدها هي منطقية منها:
أن الزوج يعاني من اضطراب جنسي، أو ألا تكون لديه شهوة جنسية فلا يكفي الرجل زوجته جنسيا.
أن ط²ظˆط¬ظ‡ط§ دائما غائب عن المنزل ولفترات طويلة حيث إن للمرأة شهوة كالرجل، فذلك يجعل المرأة لا تبقي حياتها في ارتياح ولا يتم إشباع حاجتها النفسية والعاطفية والجنسية.
إذا كانت الزوجة ذات شخصية مضطربة، فتكون طفولية وشخصيتها غير ناضجة وانفعالية وتحاول دائما لفت الآخرين نحوها وجذب تعاطفهم.
اكتشاف الزوجة أن زوجها خانها مما يدفع بعض الحالات إلى خيانته انتقاما.
الدوافع المادية أحيانا تدفع الزوجة أكثر من الزوج للجوء إلى الخيانة لإشباع الحاجة المادية.
كثرة الخلافات الزوجية وسوء الاختيار للزوج، فالزواج القائم في الأساس على المصلحة المادية يجعل المرأة بعد إشباعها لهذه الطموحات تبدأ في البحث عن حب آخر لإشباع احتياجاتها العاطفية والنفسية.
عدم الإحساس بالأمان المادي في حالة إذا كان الزوج دخله قليل وليس له أي تأمينات أو معاش.
ضعف الوازع الديني.
ما هي أنماط الخيانة؟
الخيانة لديها العديد من المستويات فهناك بعض الأفعال التي قد يقوم بها الزوج أو الزوجة في الحياة الزوجية ولا يفطنون إلى أن ما يقومون به شكل من أشكال الخيانة.
الكذب هو الخطوة الأولي في طريق الخيانة.. لأن الشخص الكاذب يقوم بأعمال في الخفاء ويتخذ قرارات بدون مناقشتها مع شريك حياته مما يضطره للكذب وإخفاء الحقيقة.
قد يكون ذلك له علاقة بالمستوى الاجتماعي والثقافي للشخص، فقد تربي على الكذب منذ الصغر فأصبح طبعا من طباعه.. وقد لا يكون لدى ذلك الشخص أي نية للخيانة.. لكن الكذب مظهر من مظاهر الخيانة الزوجية.
الخيانة المادية.. حيث تقوم بعض الزوجات بتصرفات مادية تعد شكلا من أشكال الخيانة، وذلك بقيامها بادخار بعض الأموال من وراء الزوج أو أن تشترى أي سلعة وتخبره بسعر أغلى من سعرها الحقيقي.
أو أن يقوم الزوج بإخفاء الأموال التي يحصل عليها من زوجته.. فالأسرار المادية تعد مظهر من مظاهر الخيانة.
صداقة الزوج/ أو الزوجة لشخص من الجنس الآخر.. ليس معني ذلك أنه ليس هناك صداقة بين زملاء العمل من مختلف الجنسين.. فإن كان ما يربط ذلك الرجل بتلك المرأة علاقة عمل فهي صداقة ممتدة يعرفها الجميع.. لكن في حالة إخفاء هذه العلاقة بحجة أن الطرف الآخر لن يتفهمها يعد خيانة.. فعلاقة صداقة في السر خيانة للأمانة الزوجية.. كما أنها قد تكون بابا للشيطان فيما بعد.
الخيانة الجنسية، وهي إقامة أحد الأزواج علاقة جنسية غير شرعية مع الآخر، وهذه تعد أعلى درجات الخيانة وأقبحها.
ما هي حلول علاج هذه الآفة؟
تنمية الوازع الديني.
تقليل التعرض للفتن المثيرة للغرائز.
الوضوح والصراحة في العلاقة الزوجية، وإشراك شريك الحياة في كل الأمور.
التعرف على المشكلات الزوجية في وقت مبكر والاهتمام بها ومحاولة حلها بطرق إيجابية.
مصارحة الزوجة أو الزوج بعدم الرضا عن هذه الحياة الزوجية وعدم القدرة على الاستمرار وبالتالي الاتفاق يمكن الوصول لحل يرضي الطرفين حتى ولو كان الطلاق لأن ذلك أفضل من الوقوع في براثن الخيانة.
الخيانة الزوجية مسألة جينية
في دراسة جديدة تعارض الاعتقاد الشائع بأن عوامل التربية الخلقية وقيم المجتمع والبيئة هي السبب الرئيسي للخيانة الزوجية، توصل الباحثون البريطانيون إلى أدلة علمية ثبت وجود عوامل وراثية معينة وراء مثل هذه الخيانة.
فقد وجد العلماء في مستشفي سانت توماس بلندن بعد متابعة عدد من التوائم الإناث، أن نزعة الإخلاص والخيانة تكون قوية جدا بين التوائم الذين يحملون جينات متطابقة، فلو وجدت الخيانة لدى إحدى امرأتين توأمتين فإن نسبة أن تقع الأخرى في الخيانة تتجاوز 55%.
وأشار الخبراء إلى أن بعض الجينات تعمل معا وتسهم في حدوث الخيانة، ولم يثبت وجود جين واحد بعينه يكون المسئول عن ذلك، منبهين إلى دور العوامل الاجتماعية وتأثيرها على حدوث الخيانة.
المرجع البرونزية المصدر ايف ارابيا للمرأة العربية